وقال ممثل المرجعية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها داخل الصحن الحسيني الشريف، أن "من أسس تحقيق التعايش الاجتماعي لأهميتها بالعمل بها في مجتمعنا العراقي وبقية المجتمعات لاسيما واننا نواجه ازمات وفتن هي إقامة العدل والقسط في الحكم بين الجميع، أي يجب ان لايكون هذا الانسان الذي يختلف عنا بالعقيدة والدين أن يشعر بسلب الحق والظلم وانما يجب ان يُحكم بالحق سواء له او عليه، ويجب ان لا يظلم من نختلف عليه في الدين".
وأضاف ان "الاختلاف في الأديان هو إختلاف في المنظومة الفكرية العقائدية النفسية وهذه المسالة تفرض وتفرز مجموعة من التحديات والمخاطر والمشاكل خاصة ان كان اتباع هذه الديانات يعيشون في وطن واحد او بلدان متجاورة".
واوضح الشيخ الكربلائي "اذا لم نحسن التعايش بين إتباع هذه الديانات ستقود الى الكثير من المخاطر في الحياة أمنة واجتماعية، والاسلام لم يهمل هذه المسألة في الوطن الواحد" مبينا ان "هذا الاختلاف قدر نعيشه الى يوم القيامة لا سبيل له والفصل والحكم الى الله تعالى يوم القيامة بما فيه يختلفون".
وأكد "عندما نعيش قدرا لابد ان نتعامل معه كأمر واقع" مشيرا الى ان "الاسلام وضع منظومة للتعايش بين مختلف الديانات بما يدفع الضرر عن الجميع، ومنها القبول بالآخر والتنوع والاختلاف، أما الإجبار والقسر والاكراه للاخرين فلا يقود الا للعنف والدمار للجميع".
وشدد ممثل المرجعية العليا على "ضرورة التعايش السلمي المبني على ارادة الشرع الحنيف على قاعدة لا تظلمون و لاتظلمون، ولابد ان يبنى هذا التعايش على مجموعة قواعد وأسس".
وتابع ان "الله تعالى لم يرد الصراع والتناحر والعداء في الاختلاف وانما للتعارف لكي يكون سبيلا للتعاون والتعايش وفق أسس العدالة ونزع الصراع ولابد من التعايش السلمي وحفظ حرمة الدماء والاعراض والاموال ووضعت لها عقود كثيرة حتى مع غير المسلمين".
ودعا الشيخ الكربلائي الى "الاعتراف والاقرار بالاخر وعلينا ان نفرق بين ان الاخر في عقيدته ودينه ساء أكان صحيحاً أم لا كما له الحق في الوجود والعيش بسلام مع الاخرين، فمرة له دين ومعتقد وتارة اخرى له الحق في العيش المشترك".
وختم خطبته بالقول "نحن في العراق في ظل وجود اسباب عديدة للصراع والتناحر أحوج الى تطبيق هذه الأسس أعلاه بما يحقق التعايش السلمي".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)