15 August 2017 - 16:34
رمز الخبر: 432861
پ
الشيخ محمد مهدي الناصري:
ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في مسجد أهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية بين خلالها ضرورة أن يشغل الإنسان المؤمن قلبه دائما بذكر الله في كل تصرفاته وسلوكياته.
الشيخ محمد مهدي الناصري

 واستهل الشيخ الناصري محاضرته بالحديث القائل  "حرام على كل قلب متوله في الدنيا أن يسكنه التقوى" مبينا أن قلب المؤمن عرش الله أما أن يسكنه التقوى أو يسكنه الشيطان، وقد تكون هذه القضية تمر على الإنسان لحظات أو قد تستمر فهنالك من ابتعدوا عن رحمة الله ونسو ذكره وقد سكن قلوبهم الشيطان فيفكرون كما يفكر لهم، كما يقول الحديث "عشعش وباض وفرخ في صدورهم"فالإنسان يمكن أن يتوله بأشياء في الدنيا كالمال ولكن عليه أن لا ينسى ذكر الله.

 

وتابع "إن ما ورد في الحديث "خلو القلب من التقوى يملئه الفتن" يشير إلى إن هذه نظرية فالقلب أما أن يملأ بتقوى الله وان فرغ أو تشاغل لحظات كما يشر الأئمة - صلوات الله عليهم- إلى هذا الجانب "اللهم لا تشغلني لحظة بغير ذكرك" وان يبقى الإنسان المؤمن ذاكرا لله في طعامه وشرابه وسفره وترحاله وعلاقاته بمختلف إشكالها، وان لا ينسى انه عبد متأله ومرتبط بالله تعالى".

 

وأضاف "إن من دواعي تقوى الله سبحانه وتعالى قضية العزة التي أرادها الله لعباده وقال في الحديث القدسي "إن الله فوض للإنسان كل شيء ولكن لم يفوض له أن يذل نفسه" بمعنى إن الله تعالى لا يريد للإنسان أن يذل أمام أي حاجات بسيطة أو كبيرة كانت، وأراد له أن يكون عزيزا وقويا".

 

وأشار إلى "أن النفس إذا كانت صفحة خاليه فلابد أن يسكن فيها ما يحركها نحو الخير والصلاح والفلاح وهذا ما أشار إليه الإمام علي (ع) بقوله "سكنوا في أنفسكم ما تعبدون" أي أن يسكن الله في قلوبكم لا غيره من الأموال والشهوات والماديات وذلك لان القلب لا يتسع إلا لشيء واحد، قال تعالى (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) بمعنى إن نفس الإنسان هي مسكن الله تعالى، أي محل لظهور أفعال الله تعالى لا لسكنه المادي فانه تعالى منزه عن الماديات فهو ليس كمثله شيء ففي الحديث القدسي "لم يسعني ارضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المۆمن".

 

وبين "إن أهل الدنيا قلوبهم متعلقة بالدنيا منجذبة إليها وهذه القلوب لن تكون محلا لنور الله تعالى، يقول الإمام علي (ع)"حرام على كلّ قلب متولَّه بالدنيا أن يسكنه التقوى"، وان أهل الآخرة وهم الذين جعلوا الآخرة هدفا وعملوا لها ولم ينظروا للدنيا إلا كجسر يعبر بهم إلى دار الآخرة".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.