جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال الدورة السابعة لندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية واجتماع المائدة المستديرة لمواجهة التطرف التي اختتمت أمس الأربعاء، في مدينة تشنجدو بجنوب غربي الصين حيث قام بعرض تجربة دار الإفتاء المصرية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب.
كما أكد مفتي الجمهورية أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب، كونه أصبح ضرورة ملحة، في ظل عدم اقتصار التطرف على دولة أو منطقة بعينها، ما يتطلب جهودا وتعاونا بين الدول والمؤسسات المعنية على كافة المستويات، مشيرا إلى إدراك دار الإفتاء المصرية لخطر التطرف ووضعها لاستراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب.
وشدد على ضرورة التعاون مع كافة الدول والمؤسسات للاستفادة من خبراتها في هذا المجال، مشيرا إلى سعي دار الإفتاء المصرية من خلال مشاركتها في هذه الفعاليات إلى التعريف باستراتيجيتها في مكافحة التطرف والإرهاب، التي تتمثل في استراتيجيات سريعة وعاجلة تستهدف العناصر المتطرفة في طور تنفيذ العمل الإرهابي، واستراتيجيات طويلة المدى تستهدف تجفيف منابع التطرف ومحاصرته ومنعه من الانتشار من خلال برامج تربوية وتنموية وإجراءات قانونية واجتماعية يتم تنفيذها عبر آليات ووسائل متنوعة.
وكان المشاركون فى الندوة والمائدة المستديرة من مسئولين حكوميين وعلماء دين وخبراء بالصين والدول العربية اتفقوا خلال اجتماعهم الختامى أمس على أن التنمية والتعاون هما الوسيلة للقضاء على التطرف والإرهاب.
وأعرب دنج لي، المدير العام لإدارة غربي آسيا وشمالي إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية عن رأيه بأن هناك سببا مهما جدا للتطرف وهو "الفشل التنموي"، وهو الرأى الذى كان عبر عنه وأكده مرارا من قبل الرئيس الصينى شى جين بينج.
وأكد دنج أن التنمية في الدول العربية في إطار مبادرة "الحزام والطريق" ستكون مفيدة في إزالة أسباب التطرف.
جدير بالذكر أن المائدة المستديرة تعد جزءا من حلقة نقاشية وحوارية حول العلاقات الصينية العربية، كانت انطلقت في عام 2005 وتقام كل عامين.
وتناولت المناقشات في تشنجدو، والتي شارك فيها أكثر من 70 مشاركا من الصين و16 دولة عربية، قضايا عديدة منها التشارك العربي الصيني في حزام وطريق الحرير والوسطية في الحضارتين العربية والصينية، وظاهرة الإسلاموفوبيا، والتناغم الاجتماعي، وظاهرة التطرف وسبل معالجة منابعه، والتعاون العربي الصيني في مواجهته.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)