وأضاف "إن الحج ركن أساس من أركان الدين وشعيرة اسلامية انسانية تجمع المسلمين ليتشاركوا في النداء ويجسدوا عمل الأنبياء والأوصياء، ليكون الحج ولادة جديدة للإنسان، ففي الحج نخلع ثيابنا وعيوبنا وذنوبنا كلها ونتوجه الى الله بالدعاء ليحسن وضعنا ويصلح امرنا ويسدد خطانا ويبعدنا عن الشر والفساد والظلم، ونبتهل الى الباري عز وجل ان يعيد الوحدة لهذه الأمة التي أسسها الرسول على توحيد الله وتوحيد الكلمة، فنكون رحماء عادلين مستقيمين في جميع أعمالنا متعاونين في ما بيننا للعمل في سبيل الله تعالى ليحقق مطالبنا ونسير على خطى النبي محمد وسيرة الأئمة الاطهار والأصحاب الابرار، فنكون أمة واحدة مصداقا لقوله تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). فنتعاون على البر والتقوى ونلتزم نهج الإصلاح والصلاح امتثالا لقوله تعالى (و... تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان...).
وأكد ان "الحج مؤتمر عالمي يجتمع خلاله المسلمون من كل حدب وصوب ليوحدوا الله ويجددوا ايمانهم بالتزام تقوى الله عز وجل والابتعاد عن نواهيه، فيتعلموا من انبياء الله محمد وابراهيم واسماعيل وكل عليهم الصلاة والسلام معاني التقوى والتضحية والصبر، فالحج دعوة إلى الوحدة وجمع الكلمة ورأب الصدع لنكون رحماء في ما بيننا أشداء على الظالمين، مما يحتم ان ننضوي تحت لواء توحيد الله ونتضامن لنكون يدا واحدة في مواجهة المنكر والفساد والبغي، وعلى قادة المسلمين ان يقوموا بدورهم في تحصين وحدة الامة بالتعاون والتشاور فينبذوا الاحقاد ويتركوا الخلافات ويتضامنوا في مواجهة عدو الامة المتمثل بالارهابين الصهيوني والتكفيري حتى نأمن شرورهم وفتنهم ومؤامراتهم، فالارهاب التكفيري مرض خبيث يفتك بالانسانية جمعاء ويستدعي تعاون كل الشعوب والدول لاجتثاثه من الجذور، فهذا الارهاب التكفيري عدو خطير للانسان بمنأى عن انتمائه الديني والمناطقي والعرقي، مما يحتم تضامنا أمميا لمكافحته وردع اجرامه".
وهنأ "الجيش اللبناني والمقاومة والجيش السوري على الانجازات الكبيرة في دحر الارهاب التكفيري، مما جنب وطننا جرائم ومجازر العصابات التكفيرية التي لو حصلت لا سمح الله لادخلتنا في كوارث لا تحمد عقباها، وعلى اللبنانيين ان يلتفوا حول جيشهم ومقاومتهم فيتشبثوا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تتعزز كل اليوم بانجازات الجيش والمقاومة والقوى الامنية بما يجعل لبنان اقوى على دحر أي عدوان يستهدف أرضه وشعبه واستقراره. وعلى اللبنانيين إن يحفظوا أمانة الشهداء بحفظهم لبعضهم البعض، فيتلاحموا من جديد ويتضامنوا بوجه العدو الإسرائيلي والتكفيري، فيحفظوا الانتصارات التي جعلت من لبنان محط أنظار العالم".
وتوجه "بتحية اكبار إلى الشهداء الذين روت دماؤهم أرض الوطن وأثمرت عزة وكرامة وتحريرا للأرض من رجس الارهاب"، متمنيا لجرحى الجيش والمقاومة الشفاء العاجل، مثنيا على شجاعتهم في الدفاع عن لبنان.
وخاطب الوافدين الى الحج فقال: "إنكم يا حجاج بيت الله ضيوف على الله في بيته، وعليكم مسؤولية المحافظة على حقوق الله من خلال أداء المناسك والشعائر بدقة وتوجه خالص لله سبحانه، وعليكم ان تتضرعوا الى الله ان يفرج عن المسلمين وكل المظلومين وان يصلح حال امتنا بأحسن حال، تقبل الله أعمالكم وجعل الله حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا، وأعادكم الله إلى بلادكم سالمين غانمين، كاتبا لكم المغفرة وقبول الاعمال". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)