وفي حديث الجمعة بمسجد الإمام الصادق عليه السلام بمنطقة القفول في العاصمة المنامة، أشار العلامة الغريفي بأن العلم ديناً كان أم دنيوياً يجب أن يكحون في خدمة الإنسان وفي صالح الأوطان، ورأى أنه حينما يتعطل دور العلم أو حينما تنحرف رسالته لا شك بأن يصنع أوضاعاً متخلفة أو منحرفة.
وقال سماحته: ليس علْمًا حقًّا ذاك الّذي يكرّس العبث، والفساد. ليس علمًا حقَّا ذاك الّذي يزرع الفتنَ، والأحقاد والضّغائن والخلافات والصِّراعاتِ. ليس علمًا حقًّا ذاك الَّذي يصنع التّعصّب والتشددَ والعنف والتطرف والإرهاب. وأضاف: العلم الحقّ ثقافة بناء، ونهج حياة وطريق رشد، وسبيل هداية. العلم الحقّ محبّة وتسامح وتآلف وتقارب ومسالمة ومؤالفة. العلم الحقّ كلمة وموقف وإرادة؛ من أجل الخير والصلاح والعزة والكرامة؛ ومن أجل الإنسان والأوطان، والسلام، والأمان.
واعبتبر سماحته أن هذا الوطن الذي نحنو عليه بكل ما في قلوبنا من مشاع وأحاسيس والذي تلهج ألسنتنا دعاء له بالأمن والاستقرار، يطالبنا أن نلتقي ونتقارب ونتحاور من أجل ألا تبقى فيه أزمات واحتقانات وتوترات وعناءات وإرهاقات وآهات، ومن أجل أن تسود فيه المحبة والرحمة والرفق والتسامح. ورأى العلامة الغريفي أن أي خيارات أخرى هي خيارات ضارة بهذا الوطن ومصالحه وأمال أبنائه وتطلعات شعبه.
وشدد سماحته أن لا رابح حينما تبقى الأزمات إلا أعداء الوطن ولا منتصر حينما تبقى الخلافات إلا صناع إلا صناع الفتن ودعاة الكراهية وتجار العصبية.
وتابع: لا نريد أنْ يتكرس على هذه الأرض قلق وخوف ويأس، حيث إن إرادة جادَّة وصادقة وواثقة قادرة أن تمسح كلَّ ذلك وقادرة أن تصوغ واقعًا يطمح إليه كلّ الغيارى من أبناء هذا الوطن.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)