أفادت وكالة رسا للأنباء أن الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية أكد في حوار متلفز على أن الحوزة العلمية الشيعية اليوم أصبحت مركزا للتطور ليس في المنطقة وحسب وانما في العالم باكمله، اليوم العالم يتغير وهناك تحول كبير يحصل في كافة اصقاع الارض، وان التحول الحاصل على الصعيد السياسي والاجتماعي يتضمن أبعاد مختلفة حيث نشهد انطلاقه وانتشاره في الاونة الاخيرة.
وقال اية الله الاراكي خلال برنامج "جهان ارا" التي يتم بثها على قناة "افق" الايرانية أن انطلاقة هذا التغيير الكبير كانت من الحوزة العلمية في قم المقدسة وباقي الحوزات العلمية، وأن هذه المسالة كانت السبب الاساس وراء الهجوم الشرس على حوزة قم المقدسة وأن الاعداء اليوم يشنون هجوما واسعا على هذه الحوزة، موضحا أن هجوم الاعداء الذي يستهدف الهوية الاسلامية للمجتمع الاسلامي والقيم وحتى ثروات الامة الاسلامية والقدرات الانسانية هو خطير جدا، ان هذا الهجوم يستهدف الامة الاسلامية كافة وخاصة المجتمع الايراني لانه هو الذي يرفع راية التغيير والتحول.
وتابع أن هذا الامر يرفع مكانة الحوزة العلمية من حيث الاهمية ولذلك على الحوزة العلمية أن تكون على قدر المسؤولية والمكانة، موضحا أن الحوزة العلمية في الماضي كانت تتشكل من مجموعة طلاب واساتذة وكانوا يعملون وفق المقتضيات والضرورات لكن اليوم اختلف الامر ولم يبقى على ما كان عليه لان الحوزة العلمية أصبحت مركزا للقيادة والتحول والتجدد.
وأكد أن الحوزة العلمية بهذه المكانة الرفيعة والرسالة التي تحملها يجب أن ترتقي بنفسها في جميع الاصعدة الفكرية والعملية و... لكي تتناسب مع مكانتها، أن هذه المكانة أوجدت مطالبات من الحوزة العلمية ايضا، اليوم هناك مطالبات من جميع بلدان العالم تصل الى الحوزة العلمية في قم المقدسة وان هذه المطالب ليست من البلدان الاسلامية وحسب وانما تأتي من جميع بلدان العالم.
واشار الى الهجوم الشرس على العالم الاسلامي والحرب الاعلامية والثقافية في نشر الاسلاموفوبيا وايرانوفوبيا ورهاب التشيع والحوزة والعلماء وطلبة العلوم الدينية، مؤكدا أنه مع هذا الهجوم الشرس من قبل الاعداء فان هناك مطالبات كبيرة تصل الى الحوزة العلمية من كافة انحاء العالم وهذا ان دل على شئ فانه يدل على الرسالة العظيمة التي تقع على عاتق الحوزة العلمية في قم.
وتابع أن هذه الانشطة أثارت اسئلة كثيرة لعامة الشعوب في كافة اصقاع الارض، فاليوم لا يوجد مكان في العالم لم يسأل شعبه عن ايران والثورة الاسلامية والتشيع، فالعالم اليوم يتساءل عن الاسلام الذي تتبناه الجمهورية الاسلامية واختلافه مع الاسلام الداعشي والسعودي والقاعدي والطالباني؟ وأن الاسلام الشيعي ما مدى اختلافه مع الاسلام الصامت الذي لا تعنيه التحولات في العالم المعاصر؟
وأكد أن هذه الاسئلة تطرح اليوم بجدية على الساحة، وأن هذه الاسئلة ترفع المطالبات من حوزة قم العلمية، فالحوزة العلمية ينبغي أن تعمل لرفع حاجات النظام الاسلامي في ايران لادارة البلد في المرحلة الاولى وعلاوة على ذلك يجب أن تعمل لايصال الاجوبة اللازمة للمطالبات العالمية من قبل المتعطشين للتعاليم الاسلامية التي أصبحت منشأ التحول في العالم المعاصر، ولذلك أن الحوزة العلمية ومسؤوليها وكبارها ومراجع الدين والاساتذة والطلاب يلعبون دورا هاما على هذا الصعيد.
وبين ان هناك تيارين في الحوزة العلمية منذ القديم، أحدهما هو التيار الذي لم يعتن بجوهر الاسلام من توحيده الى فروع الدين والاحكام الشرعية وأن هذا التيار متأثر بالانحراف الحاصل في كثير من الاديان السماوية الاخرى، فانهم يقولون أن الله هو الاب الكبير الذي خلق العالم وفوض الامور الى الاخرين ولا دخل له باعمال الانسان والمجتمع الانساني.
وأضاف أن "لا اله الا الله" تعني أن الله هو الوحيد في خلق العالم، فهل الله تعالى خلق العالم وحسب أو انه هو الذي يدير شؤون العالم وهل الله كالسلاطين ويستبد في الامر ويظلم أم هو الرحمن الرحيم، وهذه الاسئلة كثيرة وعلى الحوزة العلمية أن تظهر حكومة الله للناس وتعرفها لهم وثم تطبقها في العالم، هذا هو جوهر الدين الذي يؤكد على ضرورة نشر الدين والعمل به في العالم.
وبين أن التيار الثاني يعتقد بهذا الامر فانه يعتقد بان الله هو الحاكم على العالم وينبغي أن تنفذ هذه الحكومة على الارض وان هذا التيار يعتقد أن الدين هو برنامج متكامل لادارة المجتمع الانساني في جميع الابعاد، وان هذا التيار يختلف تماما مع التيار الذي يعتقد بان الله هو مجرد خالق متقاعد منقضي التاريخ.
وأكد ان ما يتم ترويجه حول انفصال الدين عن السياسة أو الدين دون سياسة يبتني على نظرة التيار الاول الذي يرى الله بانه انتهى تاريخه وانقضى ويرى الله كانه تراث تاريخي ثقافي يرتبط بالماضي، ان الدين في هكذا فكر هو مسألة تاريخية تراثية فهذه النظرة خاطئة وتختلف عن نظرتنا الى الدين.
وختم الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية، قائلا: أن الامام الخميني رحمه الله قام بتوحيد الحوزات العلمية حول التيار الثاني (الاسلام الشامل) وحركها نحو تحقيق هذه النظرة من الاسلام وعلى اثره انكفأ وانعزل التيار الاول، مبينا ان الخطر الذي نواجهه اليوم هو أن يصعد التيار الاول مرة اخرى ويقوم بنشر الاسلام المنحرف في العالم، فالتوحيد والنبوة والامامة سياسية لدينا والغدير هو يوم حكومة الله على العالم الانساني.(۹۸۶/ع۹۳۰/ك۷۵۳)