وبحسب وكالة أنباء الحوزة، أنّ آية الله مقتدائي قدّم خلال حفل بداية العام الدارسي الجديد لجامعة المصطفى (ص) العالمية الذي عقد في مجمع الإمام الخميني للتعليم العالي أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى عيد الغدير الأغر معتبراً هذا العيد من أهم الأعياد الإسلامية كما جاء في حديث عن الإمام الصادق (ع)، أنّه قال: «أَعظم الاعياد وأَشرفها يومُ الثامن عشر من شهر ذي الحجَّة وهو اليوم الَّذي أَقام فيه رسول اللَّه (ص) أَميرَ المؤمنين (ع) ونصبهُ للنَّاس علماً».
كما تابع عضو جماعة العلماء و المدرسين في الحوزة العلميّة، قائلاً: وفقاً للروايات المتواترة الواردة في كتب الشيعة والسنة فإنّ النبي (ص) أتمّ مناسك الحج ورجع الى المدينة وكان معه المسلمين، فوصل في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الى منطقة تدعى غدير خم، وتقع في مفترق طرق، وذلك بموكب كبير من الحجيج، وقبل تفرّق الحجاج إلى بلدانهم نزل عليه الوحي يأمره بتبليغ تلك المسألة المصيريّة المتمثّلة بتعيين الإمام والخليفة من بعده، فأمر الناس بتجهيز مقدّمات ذلك الأمر مثل الإعلان بتريّث المسلمين الحجّاج وتوقّفهم في ذلك المكان، وأمر صلى الله عليه وآله وسلم بإرجاع الّذين سبقوا الآخرين بالذهاب وإيقاف القادمين، حتى تجمّع ذلك العدد الغفير من الحجاج.
فأمر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الحجيج أن يصنعوا له منبراً من أحداج الإبل حتى يراه الحاضرون جميعاً، ويسمعون كلامه، فارتقى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ذاك المنبر وخطب الناس خطبة غرّاء وقال فيما قاله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ - ثلاثا- وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف، ثم رفع يد علي عليه السلام وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله... ثم قال: فليبلّغ الحاضر الغائب. وغير ذلك من العبارات الباهرة، ثم أمر الناس الّذين اجتمعوا في هذا الملتقى أن يقوموا فرداً فرداً، ويبايعوا عليّاً، ويسلّموا عليه بالإمرة والخلافة طوعاً، وتعد ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمنزلة روح الدين الإسلامي وأساسه.
وأوضح عضو مجلس خبراء القيادة أنّ الشيعة اعتادوا في شتّى بقاع الأرض على إحياء هذه المناسبة والاحتفاء بها وإقامة مجالس الفرح والبهجة تعظيماً لها ولهذا يجب على طلاب العلوم الدينية استغلال هذه المناسبات لتبيين المعارف الإسلامية وتعاليم أهل البيت (ع) معتبراً أن مسألة ولاية الفقيه مستمرة إلى زماننا هذا ولهذا فان من أهم وظائف طلاب العلوم الدينية هي شرح مسألة ولاية الفقيه في النظام الإسلامي، قائلاً: توجد في الشريعة الإسلامية احكام ومسائل لا تتحقق إلا من خلال وجود حكومة إسلامية، سواء كانت في عصر حضور المعصوم أو غيبته، ولتطبيق تلك الأحكام في زمن الغيبة لا بد من وجود فقيه جامع للشرائط على رأس النظام.
وفي ختام كلمته أشاد آية الله المقتدائي بالنشاطات التي تقوم بها جامعة المصطفى (ص) العالمية معتبراً أنّ الجامعة تتحمل مسؤولية كبيرة بصفتها جامعة عالمية ويلزم على مسؤوليها وطلابها تلبية احتياجات الأمة الإسلامية على صعيد المعرفة الدينية بمختلف فروعها واختصاصاتها، من خلال بناء النخب والكفاءات المهذبة روحياً، والمؤهلة علمياً، التي تتصدى لنشر العلوم والمعارف الإسلامية، وتمهّد لإرساء معالم المدينة الفاضلة المنشودة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)