27 September 2017 - 22:28
رمز الخبر: 435028
پ
الشيخ حمود في الليلة السادسة من محرم في المجلس الشيعي:
احيا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في مقره، الليلة السادسة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية، برعاية رئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان وحضوره وحشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين، غصت بهم قاعات وباحات المجلس ليفترشوا الطرق المجاورة له، وعرف بالمناسبة الشيخ علي الغول، وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم، وقدمت "فرقة بينة" القادمة من اصفهان، تواشيح واناشيد دينية من وحي المناسبة.
 ماهر حمود​

حمود
وألقى رئيس "اتحاد علماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود كلمة من وحي المناسبة، قال فيها: "نحن امة الشهادة، الشهادة ان نشهد بالحق، ومن كلمة الشهادة "اشهد" اتى تعبير الاستشهاد، لان الشهيد يشهد بدمه، ويشهد له دمه يوم القيامة انه قال الحق، لسنا نحن فقط، الانسان يجب ان يكون شاهدا تخيلوا معي للحظات هذا المشهد الغيبي الذي يصعب علينا ان نتخيله والذي يجب ان نتذكره كل يوم، ليدل على ان الانسان شهد بالحق يوما ولا يترك هذه الشهادة، قال تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم، أفتهلكنا بما فعل المبطلون، وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون".

ولفت الى ان "الله تعالى خلق الارواح قبل الاجساد بالاف السنين او في ما نعلم الزمن، ويصف ذلك الامام علي في احد خطبه، وهذه هي الفطرة التي فطر الناس عليها: واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا، نقول هذا لنشهد ان الانسان يشهد على نفسه كما قال تعالى: بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره. لو القى اعذاره ولكنه يعلم انه مخطىء او انه مذنب، الله طلب منا شهادة الحق فقال: ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما، فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا، فكل منا في موقعه وحسب علمه ومسؤوليته، مطلوب منه ان يقول كلمة الحق ولو على نفسه او الوالدين والاقربين، فان اخل بهذه المعادلة فلقد اخل باحد شروط الايمان لان الايمان يتطلب منك ذلك، كما اخذ الله ميثاقه على الناس اجمعين من اجل ذلك ،لو ان الانسان التزم بهذا لانتهت مشاكل البشر جميعا ونحن في مثل هذا الموقف نقول: نعم، الامام الحسين شهد بدمه واهل بيته وموقفه التاريخي الذي لا يمكن ان يعادله شيء، شهد بان الحق من هذا الاتجاه، وان الاصلاح يجب ان يكون ولو بالدماء وان الباطل يجب ان يقوم له الحق بكل ما اؤتي من قوة، وان لا يخضع لهذا الباطل، والا فان امة الاسلام تذهب، ولا يختلف في ذلك مسلم عن مسلم ولا يختلف مذهب عن مذهب".

اضاف: "ان الامام الحسين هو احد سيدي اهل الجنة وهو ريحانة رسول الله وهو الذي وكل له هذا الامر وكان على ظهر الارض وليس هناك من ابن بنت نبي غيره، وهو خير الناس فكيف يسكت عن الباطل؟ يقول ذلك لنا ويفعل ذلك لتبقى كلمة الحق مدوية ولتبقى مستمرة عبر التاريخ، وليتذكر الانسان ان ايمان يحركه يجب ان يشهد بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كل حسب مستواه وقدرته".

وتابع: "نحن من ذلك التاريخ الى هذا اليوم نشهد ان عالم المسلمين بشكل عام بعيد عما امر الله به وعما اراده الله للامة الاسلامية، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون، ولكن نشهد في نفس الوقت ان هناك من يحاول ان يضع تعاليم الاسلام في مكانها ولو كان العالم كله يحاربه، نقول هذا، ونحن نشهد ان مجالس الامام الحسين في عصرنا هذا في وقت يتآمر العالم على الاسلام كله ،ويشوهه ويحاول ان ينتج اسلاما يناسبه كما قالت المخابرات الاميريكية: سنصنع لهم اسلام يناسبنا، وصنعوا هذا الاسلام وطبعا ان الحرب على الاسلام لا تتوقف، ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا. ولا يزالون يقاتلونكم فهو امر مستمر ولا يعني انهم يريديون ان يصدوكم عن الصيام والصلاة فلا تضرهم صلاتكم ولا صيامكم ولا حجكم ، يضرهم ان تكونوا امة واحدة ان تشهدوا بالحق وان تقفوا وتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".

اضاف: "اما ان افرغ هذا الاسلام من مضمونه واصبحتم من يصلي ومن يصوم فان هذا لا يزعج اليهودي ولا الاسرائيلي او الاميركي، وقد يعينك على ذلك، وقد ينتج من يصلي خيرا من صلاتك ويعينك عليها او اكثر حرصا عليها ولكنه يذبح ويقتل بغير حق. اذن ما يحاربوننا عليه ان نكون امة تشهد بالحق وتشهد ان فلسطين لنا، وتشهد ان هذه الامة امة واحدة، وان الطريق المستقيم هو الذي امرنا به، فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم. اذا قلنا ان الاسلام لا نراه اليوم منتشرا، هو منتشر، ولكننا نقول ان الخلافات كثرت، منها ما هو مصطنع ودفع من اجله ومنها ما هو تاريخي تراكم مع مرور التاريخ. نقول اذا قرأنا الخريطة كما هي الان قبل ان نقول هذا على خطأ وهذا على صواب، انما الامور بمقاصدها ان كانت صلاتنا سليمة وبقية عبادتنا ولا نقوم بواجبنا الشرعي فانها مفرغة، نشهد امام التاريخ كله ان الذين يستفيدون من عاشوراء من مجالس الحسين بغض النظر عن اي خلاف له قيمة او ليس له قيمة، نشهد ان هذه الامة وهذه الفرقة هذه المجموعة حولت هذه المجالس الى طاقة ايجابية كبرى عز مثلها في العالم الاسلامي. ونقول للمختلفين فقهيا: قبل ان تشهدوا على اي امر، انظروا اين نتيجة الاعمال الاخرى، ليس هنالك على سطح الارض الا هذا العمل الذي ينتج مقاومة وعزة، ويدعو الى الوحدة ومواجهة الاستكبار، فيما الاخرون او كثيرون منهم يتمتعون بالقوة وبالثرورات يبعثرونها عند قدم المستعمر يبعثرونها لخدمة المستعمر ويدفعون ثمن عروشهم ولا يهمهم ان تذهب قوة وروح الاسلام من هذه الامة. من اجل ذلك، نقول: قبل ان تحاسبوا وتدخلوا في نقاش فقهي، فانظروا الى انفسكم اين البطولات في الاسلام عندما نواجه هنا او هنالك، اين اليرموك في حاضركم؟ اين عدل عمر بن الخطاب؟ اين وقفة ابي بكر في وجه الردة؟ اين البطولات اذا استثنيا القساميين وامثالهم في غزة، فان عالم المسلمين يكاد يكون فارغا من قيمة تحترم، ومن عدل يسعى اليه، ومن عدالة او نظام كما هو الاسلام، او كما يطلب الاسلام، وكأنها ارض صحراء انتزع منها العزة والكرامة والشهامة، وانتزع منها كل القيم واصبح الاسلام لعقا على السنتهم. كما قال الامام الحسين: الناس عبيد الدنيا والدين لعق السنتهم، فاذا محصوا في البلاء قل الديانون".

واكد ان "هذا هو عالمنا اليوم يختلف عن التاريخ كله، ويختلف عن المستقبل القريب، نعم هناك طاقات مخزونة، كما هذا البطل اليوم في ضواحي القدس، هذا النمر نمر الجمل ضحى بنفسه حسينيا في وجه العدو الاسرائيلي، هو ترك اطفال وعائلة وهو يعلم انه يطلق الرصاص على الاسرائيلين وسيموت بعد ذلك. هذه الروح الحسينية التي تظهر هنا وهنالك تظهر في فلسطين وفي غزة بشكل خاص وتظهر في جنوب لبنان وفي شرقي لبنان وسوريا والعراق وفي اليمن لتحرر الامة من المشروع الاميركي الذي يجثو على الصدور ويشوه العقول ويكتب كتابا باليد ويقول هي من عند الله".

واردف: "هذه الروح الحسينية نرجو لها ان تعم وتصبح دين المسلمين جميعا، ليتحدوا ويقفوا وقفة رجل واحد في وجه اعدائهم. نحن موعودون بذلك، وهذا وعد الله ليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة، وهل سيدخلونه وهم على هذه الحال وعلى هذا التخلف والتبعية للاستعمار للامريكي للاسرائيلي؟ قلنا في الفقه نقبل الشعار المشهور، رأينا صحيح يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب. اما في الموقف السياسي، فالقضية مختلفة، موقفنا صحيح لا يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ لا يحتمل الصواب على الاطلاق. ليس هناك اي احتمال ولا واحد في المئة بالموقف الذي نحن عليه، بانتسابنا الى المقاومة وقوة وعسكرا وسياسة ونظرة الى المستقبل. يستحيل ان يكون موقفنا خطأ، ومستحيل ان يكون هناك موقف اسلامي مقبول عند الله، ثم عند خيار الناس ويعادي المقاومة لسبب هكذا او ذلك او يحدث الفتنة المذهبية او يحدث الفتنة القومية ليحاصر المقاومة بتهمة قومية او غير ذلك. يستحيل ان يكون هذا واردا في قاموس الاسلام الصحيح، والحمد لله بين العام الماضي وما نحن عليه قد حقق هذا الشعار الكثير تحرر لبنان، وقطع دابر الفتنة وقطعت رأس الافعى، وهكذا انتهينا في هذا العام من داعش والنصرة، ووضعنا ارجلنا على الطريق الصحيح لنعلم العالم كيف يجب ان يكون الموقف، ولكن بعض من في بلدنا يأبى ان يتعلم ويحدث الفتن الصغيرة هنا وهنالك، او يقف عند اجتماع وزير بوزير او عند منع اتصال هنا او هنالك. ونقول لهم احدى عشرة عاما من الانقسام والفتن المتلاحقة اعطوني موقفا واحدا صح عندكم، اعطوني فتوى واحدة توافقت مع الواقع، اعطوني نظرة الى الواقع السياسي صدقت وتوافقت مع المصلحة في لبنان او مصلحة المسلمين".

وسأل: "لماذا لا تشهدوا؟ لماذا لا يقول الواحد منكم قد اخطأنا وعلينا ان نعود ونراجع الحسابات لندخل في هذا المحور العظيم الذي اعطى للبنان هذه القوة رغم صغر رقعته وقلة عدد ابنائه والمشاكل الكثيرة التي فيه، ولكن للاسف هذا الذي حذر الله منه لتقولوا: أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون. هكذا استبق الله الانسان لا تؤتيني بحجج بغير مقبولة وتعلموا من مجالس الحسين وممن يستفيد من مجالسه وممن يتعلق بهذا الاسم وبهذه السيرة. تعلموا منهم كيف تبنى الاوطان ويصحح الفساد ويوحد الموقف، وكيف ننظر بعين ثاقبة لنرى ضعف اليهودي وضعف الاسرئيلي ومن خلفه، والا فان الانسان الذي يجتر اخطاء لن تتغير احواله، ولن يرى خيرا لا في حياته ولا في مماته".

وقال: "اننا على هذا الدرب نؤكد ان من يريد ان يصطاد بالماء العكر او ان ينتقي امورا في الفقه او حتى القرآن ليفسرها، وفق ما تريده شياطينه، غير قادر على ذلك. ولقد وصف الله تعالى: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. هكذا هم كثيرون الذين يجادلون بغير حق، ونقول كثيرون يستطعيون ان ينتقوا من القرآن نفسه، فضلا عن التاريخ فضلا عن الخلافات الفقهية ما يحدثون به الفتنة، قال الله تعالى: هو الذي انزل عليكم الكتاب منه ايات محكمات هم ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله ولا يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ولا يتذكر الا اولو الالباب".

وختم: "نحن مع الايات المحكمات والمواقف المحكمة، نحن مع الدم الذي ينتصر على السيف ومع العين التي تنصر على المخرز، حتى يتم الله نوره قريبا على هذه الامة، ويغير الحال الى ما هو احسن ويبدل من حال الى حال".

وفي الختام، تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية والشيخ موسى الغول زيارة الامام الحسين.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

الكلمات الرئيسة: الشیخ حمود داعش جبهة النصرة
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.