استنكرت جماعة علماء العراق، رفع العلم الإسرائيلي في مناطق بإقليم كردستان، فيما عدت بيان أوقاف الإقليم الأخير إساءة للحشد الشعبي.
وقالت الجماعة في بيان لها: "في الوقت الذي تمر فيه الأمة بأسوأ مراحل تأريخها في ظل الهجمة الماسونية الصهيونية الإرهابية التي دمرت البلدان الإسلامية وعبثت بمقدرات شعوبها لتشيح الأنظار عن قضية المسلمين الأولى فلسطين وعاصمتها القدس، نتابع بقلق بالغ الدفاع المستميت لأوقاف كردستان عن الانفصال وأسبابه وحيثياته".
وأضافت، أن "البيان الأخير الذي جاء رداً على موقف الأزهر الأخير الرافض للاستفتاء والداعي لوحدة العراق والحفاظ على سيادته" كان من ضمن دفاع الأوقاف عن الانفصال.
وأبدت الجماعة استغرابها من "انصراف أوقاف كردستان عن الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية، ومنها أمن مجتمعاتهم ووحدتها وانكفاءها على إيراد الأدلة على شرعية الانفصال بدعوى بطلان (سايكس بيكو) متناسين وحدة الجسد الإسلامي وضرورة تدعيمها لا الدفاع عن مزيد من التفكيك والتجزئة".
وتابعت، أن "موقف مشيخة الأزهر الشريف نابع من الحرص على وحدة الصف وتماسك الأمة والحفاظ على قوتها ومقدراتها ولم ينبع عن غاية خاصة أو رغبة ذاتية ونجد أن من الواجب الالتفات الى حيثيات ذلك الموقف وموجباته بدلاً عن الدفاع المستميت عن أكذوبة الدولة الكردية الحلم".
ولفتت الى أنها "اذ تجدد رفضها وشجبها وإستنكارها لرفع العلم الإسرائيلي في الإقليم إبان الإستفتاء، تستغرب بشدة تبرير أوقاف الإقليم لهذه الواقعة والتقليل من أهميتها بدلا عن إستنكارها وإدانتها ودعوة الشباب المسلم للتيقظ والتعقل ضد المؤامرات الخارجية".
وأشارت الى أن "بيان أوقاف كردستان إنطوى على إساءة واضحة للحشد الشعبي الأبطال وإتهامات غير منطقية ولا مبررة، وإستخفاف بتضحيات أبناءه الذين يذودون بأنفسهم حفاظاً على العراق وأهله"، معلنة أنه "لولا الحشد ما بقي في البلد حجر ولا شجر لم تمسسه أيدي الارهاب بسوء".
واختتمت الجماعة بيانها بتمني أن "يركنوا إخوتنا في الإقليم قادة وسياسيين ورجال دين وعلماء الى جادة الصواب وأن يعملوا على ترسيخ أسس الوحدة وتمتينها لقطع دابر الفرقة وصد هجمة اعداء الدين".
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في اقليم كردستان، قد ردت، يوم الاربعاء، على بيان الازهر في مصر بشأن استفتاء كردستان، وفيما هاجمت الحشد الشعبي، بررت رفع العالم الاسرائيلي خلال الاستفتاء.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن "وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تابعت بيان مشیخة الأزهر الصّادر في الثاني من تشرين الاول الحالي حول استفتاء شعب كردستان لتقرير مصيره، وما تضمن هذا البیان من ظلم وإجحاف وعدم دقّة في التّعبير"، مبينة "اننا كنّا ننتظر من الأزهر الشريف أن يمدّ يد العون لشعب كردستان العظيم في هذه المرحلة التّاريخيّة الّتي يمرّ بها، ولما يربط كردستان بالأزهر منذ القدم روابط الأخوة والتعاون المستمرّ ولكن تبين لنا من خلال بيانه المعادي لشعبنا أن الأزهر في واد وعلمه بحال المسلمين في واد آخر".
واضافت "نذكّر مشيخة الأزهر ما للكرد من دور تاريخي في خدمة المسلمين عامّة ودولة مصر والأزهر الشّريف خاصّة، حيث كان لعلماء الكرد في حقول المعرفة الإسلامیة باع طویل بخدمة الأزهر الشریف وتشييد بنيانه وبناء حضارته ورفع مكانته بين المسلمين"، مشيرة الى انه "ما كان یلیق بعلماء الأزهر وإمامه الأكبر أن یدافعوا عن وضع مأساوي ظالم كرّسه الاستعمار البغیض الممثّل بسایكس بیكو لم تنقطع مأساته طوال مائة عام تقریبا، حاولت فيها حكّام دولة العراق إبادة شعب كوردستان".
واكدت انه "لا یلیق بهم أن یدافعوا عن ما یجري حالیاً في العراق من حرب طائفیّة یهدّد فيها حشده الشیعي الكورد بمثل ما فعله بسنة العراق علماء وشعباً، ثم إن جغرافیة العراق الّتي تحرصون على الحفاظ عليها كما تبیّنها كتب الفقه الإسلامي كلّها لاتتجاوز جبل حمرین أو جنوب تكریت، ولم تكن كوردستان جزءاً منها وإنّما ألصقت بها ظلماً وجوراً، وكان الأحری علی الأزهر أن یبعث وفداً إلی كوردستان لتتبیّن له الحقائق".
وتابعت "لا تنصحونا بمبادئ التعايش فنحن أسيادها حيث يوجد في وزارتنا أكثر من مديرية عامة تهتمّ بشؤون الأديان، ولدی وزارتنا ممثّلین عن كافة الأدیان، وهم يمارسون طقوسهم علی أرض كردستان بكل حرية وسلام واطمئنان، ولكن اسألوا الوقفين السني والشيعي والذين صفّقوا لبيانكم هل يوجد عندهم ما أوجدناه نحن من تعايش بین الأدیان والقومیات والطوائف؟"
وأوضحت، أنه "تبین حرصكم علی أهل السنة فی العراق، وأين كان صوتكم ودعمكم؟ حينما تفعل میلیشیات الحشد الشعبي بأهل السنة من الأفاعيل من طمس للهویة وقتل لعلماء السنة وتهجیر لعوائل مناطق السنة في العراق، ولماذا لم تصدروا بیانا تدینون فیه الأعمال الوحشیة للمیلیشیات الطائفیة وهو في استمرار بعمله المشين إلی الان".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)