13 October 2017 - 18:40
رمز الخبر: 435409
پ
الشيخ أحمد قبلان:
أكد الشيخ احمد قبلان أن "تهويل اميركا وحلفائها بالحرب قد يصبح حقيقة، وما على اللبنانيين إلا التهيؤ لهذه المرحلة والاستعداد لها من خلال تفعيل الثلاثية الدفاعية الاستراتيجية، والوقوف مع المقاومة التي لا مساومة عليها مطلقا لأنها أكبر مشروع حماية للبنان في وجه إسرائيل".
 ​الشيخ أحمد قبلان​

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وقال: "لا شك أن الرياح الإقليمية عاتية، وأن ما تحمله من مفاجآت سيبعثر أوراق المنطقة، ويضعها أمام تحديات لا يمكن الحد من تداعياتها ما لم نكن جميعا في الخط الوطني، وفي الإطار الذي يمتن وحدتنا، ويعزز توافقنا، ويحصن جبهتنا الداخلية، بالعمل معا على تجاوز الخلافات وحل الموضوعات الساخنة والملفات التي تشكل عاملا ضاغطا على اللبنانيين جميعا، وفي مقدمها ملف النازحين الذي لا يجوز أن تستمر التجاذبات في شأنه، فهذا الملف دقيق وحساس، ومعالجته تتطلب موقفا شجاعا من الحكومة، وبعيدا من المزايدات والخلفيات ذات القراءات الملتوية، فالوضع لا يتحمل التهرب من إيجاد الحلول لهذه المشكلة الخطيرة بعناوين من هنا وهناك، فكل ذلك لا يخدم المصلحة الوطنية العليا".

ودعا إلى "تكثيف الجهود، والبحث في ما يحقق المصلحة العامة، من أجل عودة آمنة لهؤلاء النازحين، وعلى الأقل تحت عناوين إنسانية محضة". 

وأضاف: "أما ما نسمعه من تهديدات وعقوبات أميركية ومكافآت مالية لمن يعطي معلومات عن مسؤولين في "حزب الله" فهذا الأمر ليس بجديد، ولا بالمستغرب، ولا سيما بعد فشل المشروع الأميركي - الصهيوني في المنطقة، وانتصار محور المقاومة بالقضاء على عصابات الإرهاب والتكفير. ولكن هذا لا يعني النوم على حرير، فالمعطيات غير مطمئنة، وما يجري في سوريا والعراق، ولا سيما في شماله من حركة انفصالية، يؤكد أن أميركا لا يؤمن لها، وستبقى تعمل بشتى الطرق والوسائل على تقسيم المنطقة، وتوطين ما يمكن توطينه من لاجئين ونازحين إرضاء لإسرائيل، وتثبيتا لكيانها. لذا نرى أن تهويل اميركا وحلفائها بالحرب قد يصبح حقيقة، وما على اللبنانيين إلا التهيؤ لهذه المرحلة والاستعداد لها من خلال تفعيل الثلاثية الدفاعية الاستراتيجية، والوقوف مع المقاومة التي لا مساومة عليها مطلقا لأنها أكبر مشروع حماية للبنان في وجه إسرائيل ومحورها الخارجي. نعم لقد كنا وسنبقى درعا للمقاومة، لأن لبنان بلا مقاومة ليس إلا مستعمرة إسرائيلية، أو ولاية تكفيرية، بالتالي لن يكون لبنان إلا بلدا سيدا مقاوما، على قاعدة الوحدة الوطنية والشراكة السياسية والسلم الأهلي وعلى قاعدة المصير الواحد لشعب واحد يختصر سيادة ومنعة لبنان ومصالح شعبه وناسه".

ودعا إلى "الإسراع في تثبيت وتدعيم ركائز قيام الدولة، وإشعار الناس بأن هذه الحكومة جادة في تطبيق الإصلاحات المطلوبة، والتغييرات المنشودة في مؤسسات الدولة وإداراتها، وأنها عازمة على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. فما جرى منذ بداية العهد حتى الآن لا يؤشر إلى أن منطق الكفاية قد بدأ، وأن منطق المحاصصة قد ولى، ولهذا نحن لسنا مطمئنين. وعدم ثقة اللبنانيين بهذا العهد وبهذه الحكومة إلى تزايد، لأنه حتى الآن ورغم كل العناوين التي أطلقت والوعود التي أغدقت، لم نر شيئا قد تحسن سوى زيادة في الضرائب وارتفاع في الأسعار، وتنام في الهدر، واستمرار في الفساد الذي بلغ حجمه مليارات الدولارات. فأين أصبحت الكهرباء؟ أين الطرقات؟ أين المدرسة الرسمية؟ أين الجامعة اللبنانية لكل الطلاب الفقراء؟ أين الاستثمارات وفرص العمل؟ أين ضمان الشيخوخة؟ أين البرامج الاقتصادية والخطط التنموية؟ نعم الحمل ثقيل، والتراكمات كبيرة، والمطلوب يبقى بوقف النفاق السياسي، والصدق مع الناس، والعمل من أجل بناء دولة، وقيامة وطن يعيش فيه اللبنانيون بعزة وكرامة وبشراكة كاملة".

وبارك "للاخوة الفلسطينيين المصالحة في ما بينهم"، مذكرا إياهم ب"أن واجبهم أن يعملوا معا على تعزيز الأخوة وتكريس الشراكة، والوفاء لقضيتهم وقضية شعبهم الذي دفع غاليا ثمن الخلافات والانشقاقات، وأن المقاومة أمانة في أعناقهم من أجل أن تعود فلسطين عربية لأهلها، وعاصمتها القدس الشريف".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.