ولدى ترؤسه اجتماعا لكبار مسؤولي القضاء، أشار آية الله صادق آملي لاريجاني الى السياسات الأميركية الجديدة تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية، وقال: ان الاميركيين وخاصة في الايام الاخيرة بدأوا هجمات إعلامية وعملية مكثفة ضد الجمهورية الاسلامية، وهذه الإجراءات لا تقتصر على الكلام، بل بشكل عملي فرضوا حظرا ضد حرس الثورة الاسلامية.
وأضاف: باستثناء الموضوع النووي والخطة الشاملة للعمل المشترك (الاتفاق النووي)، فإن تصريحات المسؤولين الاميركيين تدور حول محورين أحدهما القدرات الصاروخية الايرانية والأخرى تواجد الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة، وبالطبع فإن هناك رد واضح لكلا الموضوعين، ولابد ان يلتفت له مسؤولو الولايات المتحدة.
ولفت رئيس السلطة القضائية الى ان القدرات الصاروخية للجمهورية الاسلامية هي للدفاع فقط، ومن المؤكد أننا لن نساوم ولن نتفاوض بشأنها مطلقا. فمن خلال التجارب التي اكتسبتها الجمهورية الاسلامية طيلة سنوات ما بعد انتصار الثورة الاسلامية من قبيل دعم اميركا لنظام صدام وتعرض ايران لأقسى الهجمات الصاروخية، فإن ايران ستبذل قصارى جهودها من اجلت رفع مستوى قدراتها الدفاعية وقدراتها الردعية، متسائلا: لماذا يجب ان نُحرم من أبسط حقوقنا وهو حق الدفاع عن أنفسنا؟ ذلك لأن اميركا وحلفاءها يريدوننا ضعفاء.
وتطرق آية الله آملي لاريجاني الى تأثير ايران في المنطقة، وقال: ان تواجد الجمهورية الاسلامية الايرانية وتأثيرها في المنطقة لم يكن تحت وطأة القوة، بل إن لها مكانة في قلوب الشعوب. إضافة الى ان تواجد الجمهورية الاسلامية في سوريا والعراق كان بدعوة رسمية من الحكومة الرسمية في هذين البلدين، وقد دخلت ايران الساحة للدفاع عن الشعبين السوري والعراقي مرخصة الأرواح والأموال في أصعب الظروف حيث لم تكن اي دولة تقدم لهما الدعم.
وبيّن آية الله لاريجاني أن أميركا هي التي أوجدت داعش، بينما تتهم الجمهورية الاسلامية بدعم الارهاب، متسائلا من الاميركان: ان الجمهورية الاسلامية متواجدة في منطقتها الجغرافية، لكن ماذا تفعلون أنتم في منطقتنا قادمين لها من آلاف الكيلومترات وأوجدتم فيها قاعد عسكرية؟ وقد غزوتم العراق بذريعة إقرار الامن لكنكم دمرتم كل بناه التحتية، وأوجدتم داعش، وكنتم بصدد الحفاظ على داعش لـ20 سنة اخرى في المنطقة من خلال الدعيات وتهيئة الأجواء، الا ان الدعم الاستشاري الذي قدمته الجمهورية الاسلامية لجبهة المقاومة أحبط هدفكم، وخلال فترة وجيزة شاهدتم تطهير العديد من المناطق من دنس داعش.
وتابع: غزوتم افغانستان بذريعة إرساء الامن، ومنذ 15 عاما انتم متواجدون هناك. وفي كل يوم تحصل في نقطة من هذا البلد مجازر وقتل ونهب، فهل أصبحت افغانستان اكثر أمنا بعد تواجدكم؟ واليوم وإذ يقضي داعش آخر أيامه في سوريا والعراق، فإنكم بصدد تقوية هذا التنظيم الارهابي في افغانستان. وفي الحقيقة انتم رواد دعم الارهاب في العالم، وبالطبع فإن شعوب العالم كانت تعلم هذا الموضوع على الدوام، لكن هذا الامر انفضح اكثر بمواقفكم العلنية. وفضلا عن ذلك لقد اعترفتم خلال التنافس في الانتخابات الرئاسية الاميركية بأنكم من أوجد داعش، وقد اعترفت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة شخصيا بهذا الموضوع.
وأكمل: لقد ارتكب الاميركان طيلة هذه الاعوام الكثير من الممارسات الخبيثة ضد الجمهورية الاسلامية، ونفذت العديد من الانقلابات في انحاء العالم، ودعمت الثورات المخملية، واليوم نرى أن أطماعهم المادية تتحقق في مبيعات الاسلحة والتي تتحول الى قنابل يقتل بها اطفال الشعب اليمني المضطهد. فبهذا السجل الأسود، وفي تصريحات غير مؤدبة وبعيدة عن اي اتزان نفسي وإدراك انساني، يصف الرئيس الاميركي الشعب الايراني العظيم بأنه إرهابي، وهذا يثبت كم هو بعيد عن الفهم والأدب.
وأردف آية الله لاريجاني ان ضغوط الأعداء تؤدي الى مزيد من الانسجام بين شعبنا، مشيرا الى انه لا ينبغي السماح لأوروبا ان تتدخل في شؤوننا الدفاعية، وليعلم الاوروبيون أنهم اذا أرادوا تقاسم المهام مع أميركا، فإننا سنقف في مواجهتهم كما وقفنا في مواجهة اميركا.. إن من الخطأ ربط الاتفاق النووي بالشؤون الدفاعية للجمهورية الاسلامية، وهو أمر لن ترضخ له ايران، ومن المؤكد ان الشعب والمسؤولين سيتحركون اكثر انسجاما تحت لواء قائد الثورة المعظم، وستثبت انها لا تكترث بهذه المطالب المتزايدة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)