بمناسبة انطلاق موكب الملاشية لزيارة الاربعين، أصدر سماحة آية الله عباس الكعبي، مندوب أهالي محافظة خوزستان في مجلس خبراء القيادة في ايران بياناً جاء فيه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "انه لمكتوب على يمين عرش الله ان الحسين مصباح هدى و سفينة نجاة"
ويستعد عشاق ابي عبد الله الحسين عليه السلام لزيارة الاربعين بشوق ولهفة وحرارة وبدء التحرك الواسع من كل مناطق العالم وكالاعوام السابقة وبتلهف وعشق حسينى بارز اکثر فی هذا العام يتجهز اهالى الاهواز وكل مناطق خوزستان للمشاركة الواسعة فى زيارة الاربعين فرادى ومجتمعين وفى مشهد رائع ينطلق الموكب الرمزى للمشاة من منطقة الملاشية فى الاهواز بحضور اكثر من عشرة الاف زائر وباستقبال واستضافة الجمهور المؤمن الولائى فى المسير بداية من منطقة عين 2 حتى مفرق الجذابة الحدودى بمنتهى الاخلاص والود وابتغاء للاجر و الثواب و المساهمة قدر الاستطاعة فى المناورة المليونية الحسينية الاربعينية و تحصيلا للاجر والثواب.
كما ان الزائر يبتغى فضلاً من الله و رضوانا من خلال عملية الانصهار الروحي الحسيني واستذكار ما جرى يوم عاشوراء في كربلاء وتجديد العهد و الوفاء لسيدالشهداء عليه السلام و ابي الفضل العباس عليه السلام في حماية الدين و شريعة سيد المرسلين.
وبصرخات "لبيك يا حسين" نقرأ في زيارة الاربعين (وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة و...).
والهدف من نهضة الحسين عليه السلام احياء الكتاب والسنة و اماتة البدعة وانقاذ الامة من الجهل و الضلالة و نشر التوحيد و الفضيلة و التقوى و الحق و العدل و الامر بالمعروف والنهى عن المنكر و العزة والكرامة و اصلاح الانسانية جمعاً و مواجهة الفساد و الجهل و الضلال و الرذيلة و الغدر و المكر و النفاق و الظلم كان الامام عليه السلام يحرص على هداية القوم حتى اخر لحظة من حياته بقوله عليه السلام: (يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ).
ونعم الامام الحسين عليه السلام لوحة التكوين التي نصبها الله فى مركز القرار السيادى الربانى على يمين العرش انه مصباح هدى وسفينة نجاة على مر الدهور فى خطة الهية لاستقطاب قلوب المتيمين بحبه و ولائه وهدايتهم ونجاتهم و من خلال ذلك اصلاح المجتمع الانسانى.
وفي الاربعين تجدد الكرامة الحسينية فى كربلاء كل عام بحضور ملايينى متزايد يتحول العراق فيه خاصة طريق المشاة الى مضيف الحسين عليه السلام ونتمنى ان تسود اجواء المودة والمحبة والرحمة والاخوة والتعاون والتعاطف والتكاتف بين الزوار من جانب واستلهام الدروس والعبر العاشورائية عن طريق المحاضرات الحسينية واقامة عزاء ابي عبدالله عليه السلام من جانب اخر وهكذا تعميق الايمان بالله واليوم الاخر و التزود بخير الزاد التقوى من خلال تلاوة القرآن والصلاة والدعاء والزيارة والتوسل الى الله واعمال الخير والبر والاحسان فانها بغية زائر ابى عبدالله عليه السلام ويجب التجنب عن ايصال الاذى والمكروه للزوار الكرام خاصة فى ايام و لحظات وامكنة الازدحام.
كما يجب تكثيف الجهود والانشطة الاعلامية والثقافية الهادفة من أجل التحلي بالوعى والبصيرة وبالاخلاق الكريمة ودرء الفتنة والابتعاد عن الخلاف والفرقة وكذلك الاهتمام بشؤون الامة والقضايا الكبرى المصيرية والتولي لاولياء الله والتبرى من اعداء الله.
ولايفوتنا ان نثمن جهود و جهاد المقاومة الاسلامية والحشد المقدس(نصرهم الله) فى الدفاع عن المقدسات والعتبات العاليات وتحقيق الامن للزوار.
وفي الختام من المناسب جدا ان يحمل الزائر معه (المختار من كلمات الامام الحسين عليه السلام) لقرائتها و حفظها وفهمها والعمل بها ونشرها لصناعة مجتمع حسيني وبهذه المناسبة اتقدم بالشكر الجزيل لجميع القائمين على خدمة زوار ابى عبدالله عليه السلام واقامة الشعائر الحسينية وادارة مواكب المشاة خاصة الموكب الولائى لاهالى الملاشية.
ورزقنا الله زيارة الحسين فى الدنيا وشفاعة الحسين فى الاخرة وتسجيل قدم صدق مع الحسين واصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.
ونسالكم الدعاء
والسلام عليكم جميعا و رحمة الله بركاته
الاقل عباس الكعبي
قم المقدسة
(۹۸۶۳/ع۹۴۰)