وقال الشيخ الناصري إن المثل العليا والقيم الساعية التي جسدها الأئمة الأطهار جعلت السائرين على نهجهم والمرتبطين بهم يحيون ذكراهم وينشرون مآثرهم باعتبارها خير أسوة يتأسى بها الناس، فإحياء الذكريات التي تمثل منعطفاً بارزاً وتحولاً نوعياً في حياة الأمم أمر طبيعي وغير مستهجن ، لأنه نابع من ذات الإنسان ومتصل بفطرته ، كما أن الأيام تعتبر مزدهرة وخالدة ومتصفة بالتميز لوقوع الأحداث العظيمة فيها.
وأضاف "نحن بدورنا كأتباع ومحبين لهم نحب دائما إعادة هذه الذكريات في كل عام ونفتخر بها ونكرمها ونقيم لها المناسبات وهي تقع في ثلاثة أجزاء، الجزء الذاتي الذي يتعلق بسيرة الإمام وهذه التي نحتاجها لأنفسنا ولتذكير أبنائنا وأهلنا بها وهو أمر ضروري ومهم، والجزء الثاني هو معرفتنا بان ذكرنا لهم ليس للذكر فقط وليس لنا معهم قرابة وإنما فيها نص ثابت من الآيات والروايات ومنها (قُلْ لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودّة فِي الْقُرْبى) وغيرها الكثير ممن تدل على المعنى نفسه".
وتابع "إن الجزء الثالث منها والذييعتبر الجزء الرئيسي هو إن الله سبحانه وتعالى عندما امرنا بإحياء هذه المناسبات ما الهدف منها، وكيف نحيي هذه المناسبات، مبينا إن إحياءنا لهذه الشعائر هو أفضل وأبسط وأنجح وسيلة لنشر الإسلام الأصيل لأنها حية وغير معقدة، ولذلك كانت ولا زالت أشد تأثيرا في النفوس".
وأشار الشيخ الناصري إلى أن على الخطباء والآباء مسؤولية ربط سيرة الأئمة الأطهار بحياتنا وحياة أجيالنا اليومية، وبالأخص من نشأ منهم بعيدا عن هذه الأجواء والذي لا يدرك المعنى الحقيقي لحياة الأئمة وتاريخهم وأعمالهم وسلوكياتهم.
لافتا إلى أن هذا الدور يقع على الآباء ومسؤوليتهم ودور المبلغين كذلك، وهو أمر مفروض عليهم في إيصال وتجسيد هذه السلوكيات في حياة الأبناء وتقريبها لهم، مؤكدا على أن أفضل طريقة لربط أجيالنا وأبنائنا هو باختيار مثل وقيم الأئمة الأطهار وربطها بحياتهم اليومية وتحويلها إلى واقع عملي.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)