وقال الشيخ الناصري خلال محاضرة ألقاها في مسجد أهل البيت(ع) بمدينة مونتريال الكندية "إن حياة الإمام الحسن حياة زاخرة وقد عاش بعد أن وجد الأمة أعرضت في كثير من نواحيها وان معاوية قد تمكن من هذا الجو، فعاد الإمام (ع) إلى المدينة المنورة وعاش فيها عشرة سنوات".
وأضاف "انه مع هذه الرؤيا التي كانت أمام عين الإمام والموقف الذي تعرض له فانه (سلام الله عليه) بدأ يخطط، كما تذكر الروايات بأنه أول ما دخل المدينة فانه بدأ بدرس في مسجد النبي (ص)، لعلمه إن الدولة عندما تكون هي المسيطرة على كافة الأمور فان خطورتها واردة في تحريف كثير من المفاهيم والرؤى، ومن جانب آخر فان الإمام بدأ ببناء بعض القواعد من صحابة أبيه أمير المؤمنين(ع) الذين التحقوا به".
وأشار سماحته إلى"أن الإمام الحسن (ع) لم يجعله خذلان الكثير له من أن يستسلم ويترك العمل، بل استمر في عمله ومشروعه الإلهي ولم تثنيه جميع المعرقلات رغم صعوبتها بل كان مصداق الآية الكريمة (( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إلاّ لِيَعْبُدُونِ)) والعبادة هنا تعني العمل عكس ما يتصوره بعض الناس بان العبادة هي الجلوس في البيوت، وهذا أمر لم نتعلمه من أئمتنا الذين كانوا مصداق للعمل أينما حلوا وارتحلوا".
وبين "إن حياة الإمام الحسن حافلة سواء في حياة أمير المؤمنين(ع) أو بعد استشهاد أبيه حتى أصبح (ع) مرجعا للمؤمنين قد كان الحسن (عليه السلام) مشاركا لوالده أمير المؤمنين (عليه السلام) في جميع شؤونه السياسية والعسكرية فقد كان شديد القرب منه يراقب معه الأحداث عن كثب فاشترك في حرب الجمل وصد هجمات الأعداء الناكثين الذين تنكروا لإمامة الإمام علي (عليه السلام)".
ولفت الناصري إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على الآباء والخطباء وهي ضرورة التركيز على الجانب الفعلي العملي في حياة الإمام الحسن (ع) إضافة إلى السيرة وحياة الإمام، وتعليم الأبناء على هذه الجوانب وتعزيزها بالبحث عن النقاط الرئيسية التي تربط سيرة الأئمة الأطهار بحياتنا وحياة أجيالنا اليومية، وبالأخص من نشأ منهم بعيدا عن هذه الأجواء والذي لا يدرك المعنى الحقيقي لحياة الأئمة وتاريخهم وأعمالهم وسلوكياتهم.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)