وأشار فيها إلى أن "الاشتباكات في المنطقة معقدة، والرهان يبقى على تعزيز تفاهمات اللبنانيين وتصالحهم، وتمتين جبهتهم الداخلية، تحت سقف المصلحة الوطنية العليا، فكلنا مسؤولون عن تحقيق الاستقرار الذي يفترض جهودا مضاعفة، لا سيما في هذه المرحلة الصعبة التي ترخي بأعبائها على الأوضاع المعيشية والحياتية، وباتت تتطلب معالجات جدية وجذرية، وحلول عملية وعملانية لكل الملفات الشائكة". وأضاف: "لقد بحت الأصوات ونحن نشكو من الفساد، - مناقصات مشبوهة وتوزيع مغانم ومناصب، محاصصة - وكلت الألسن ونحن نحذر ونقول: ابنوا الدولة، وطبقوا القانون، وفعلوا القضاء، وراقبوا وحاسبوا، وأدخلوا السجون كل من يدان، فحيتان المال كثر، والمتطاولون على خزينة الدولة ومواردها لا يعدون، وهم معروفون بالأسماء، فلماذا لا يحاسبون ويحاكمون؟ لماذا الفقراء فقط تغص بهم السجون؟ وتسطر بحقهم البلاغات ومذكرات التوقيف، أين أصبح العفو العام؟ ولماذا التسويف والمزايدة في قضية تعتبر الدولة هي المسؤول الأول عنها، لأنها قصرت بحق الناس وفشلت في تأمين الحد الأدنى من واجباتها تجاه مواطنيها الذين تخلت عنهم وأهملتهم وحرمتهم وغبنتهم فأصبحوا ضحايا الفقر والرذيلة والجريمة".
وأكد "أننا مع العدالة ومع الانتظام العام، ولكننا نرفض الظلم، فلماذا يسجن من يسرق دراجة أو ربطة خبز، ولا يسجن من يجوع شعبا بأسره ويسرق وطنا، فهل هذه هي العدالة التي يسعى العهد الجديد لتحقيقها! إن وطنا بلا عدالة اجتماعية مصيره الخراب، ودولة بلا قوانين ومؤسسات وإدارات وإنماء وفرص عمل لا تقوم، وهذه معادلة ثابتة، وعلى أهل السلطة في لبنان أن يعلموها ويعملوا بموجبها، ويلتزموا تطبيقها، وإلا فإن كل ما يطرح من عناوين إصلاحية وتغييرية، ويحكى عن مشاريع ومخططات وبرامج تنموية واقتصادية، ما هو إلا وهم. فلنحزم أمرنا، ونوجه البوصلة نحو النهوض بالوطن، وبناء الدولة، وتفعيل المؤسسات والهيئات الرقابية، وفق مبدأ الثواب والعقاب، وخارج كهوف الطائفية والمذهبية البغيض، كي نصل معا وبشراكة وطنية كاملة إلى ما يرسخ ثوابتنا، ويحمي بلدنا".
وتطرق إلى العلاقة مع سوريا بالقول: "إننا نؤكد على العلاقة الأخوية مع سوريا، ونطالب بتطويرها وتعزيزها، ونرفض أية شروط وإملاءات من هنا أو هناك، لأن ما بين لبنان وسوريا لن تقدر على شطبه بعض السياسات الفاشلة، التي أحرقت المنطقة وهجرت شعوبها، وشوهت إسلامنا".
وختم: "نعم أيها الإخوة نحن مع المقاومة ونرفض رفضا قاطعا أن يوجه إليها وإلى بيئتها أي اتهام وأي تهديد، لا من قريب ولا من بعيد، وليعلم الجميع أن من يحاول اللعب بنار الحرب على لبنان سيكون هو الخاسر، وسيكون لبنان بجيشه ووحدة شعبه وقوة مقاومته هو المنتصر الأكبر، لأنه يملك من أوراق القوة المسطورة ما يمنع حربا مع إسرائيل، ويفاجئ الجميع. نحن متأكدون من أن أي لعبة حرب إسرائيلية أو إقليمية باتجاه لبنان ومقاومته حتما ستتحول كرة نار هائلة في المنطقة، ولن يخرج منها لبنان إلا منتصرا عزيزا والأيام شواهد إن شاء الله تعالى". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)