واعتبر السيد الزنجاني أن تضاؤل محبوبية الطلاب موجب للقلق، وقال : "إن طلاب العلم – نوعا – لا يتمتعون بالمحبوبية كما في السابق".
في السابق كان هذا الصنف محبوبا ومحلا للاحترام . الآن يمكن أن يحترم الشخص في مورد ما ، بسبب سلوكه الحسن ، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على نوع الطلبة.
إذا حصل اختلاف الآن بين الطلبة وغيرهم في المجتمع، لماذا يلقي الكثيرون جزءا من المشكلة – على الأقل – على عاتق الطلبة؟ لأن محبوبية الطلبة تضاءلت . هذه من المصائب، وهي وإن كانت صعبة ، إلا أن علينا تقبلها".
واعتبر السيد شبیري الزنجاني دخول الطلبة في الأنشطة السياسية أحد العوامل المهمة لقلة محبوبيتهم، وقال: "كثير من الأفراد لا يمتلكون التخصص اللازم، هذا فضلا عن بعض التصرفات التي تتسبب في التقليل من شأن الطلبة واحترامهم، مثل أن يحمل بعض الطلبة لافتة يدعو فيها إلى انتخاب "زيد" ، وعدم انتخاب "عمرو". حتى بعض رجال السوق المحترمون لا يقومون بهذا العمل، فكيف بطالب العلم؟
لو أراد طالب العلم العمل في هذا الصعيد عليه أن يمتلك المسائل الكلية في هذا الشأن، وأما دخول الطلاب في هذا الوادي فهو ليس في صلاح الحوزة ولا الطلاب".
وأبدى المرجع الزنجاني قلقه من ضعف "العلمية" في الحوزات العلمية، وقال : "ازدادت الشعارات الآن كثيرا، لكن الشعار لا يأخذ مكان الحقيقة . الكثير واقفون في أوليات الفقه ، ومع ذلك يطلق عليهم عنوان المجتهد".
وانتقد السيد الزنجاني انخفاض وميض التقوى في الحوزات العلمية وقال : "إحدى المسائل التي يختلف الأمر فيها مع السابق مسألة الأخلاق والتقوى عند طلاب العلم".
في ذلك الزمان كان للسيد الخميني درس في الأخلاق وكان للحوزة معنوية خاصة. وسمعت من المرحوم السيد مرتضى العسكري أنه حين كان طالبا في المدرسة الفيضية أن كل غرف الطلبة كانت تنار قبل أذان الفجر بساعتين ولم يكن ينام أحد، وهذا يعني أنهم كانوا يشتغلون بالتهجد. الآن الأمر ليس كذلك، لابد من وجود الخوف الإلهي".
ورأى السيد الزنجاني من الضروري عدم التوجه لسلبيات "نوع الطلبة" من أجل الاستمرار في النشاطات الدينية، وطلب من طلاب الحوزة أن يسعوا في ترميم وجه هذه الطبقة من خلال السلوك الصحيح مع الناس.
وأكد السيد الشبیري على أن : "الطلبة عليهم أن يسعوا لإزالة الفواصل بينهم وبين الناس. يحصل في بعض الموارد أحيانا أن تكون رغباتنا مختلفة مع رغبات الناس . علينا أن نكون إلى جانب الناس ، لأننا بهؤلاء الناس نريد أن نطبق دين الله".
وأجاب المرجع الزنجاني على سؤال طرحه مدير الحوزات العلمية حول الفقه الاجتماعي، وقال :"إذا كان في الفقه نواقص في الأمور الاجتماعية فليس لأن الفقه غير فعال بل لأننا لم نبذل الجهد في هذا المجال ، لأن الظرف لم يكن يسمح بذلك ، أما الآن فيمكن من خلال الاعتماد على القرآن وسيرة النبي الأكرم وأئمة الهدى عليهم السلام أن نطرق هذه المواضيع . طبعا لابد أن لا نتصور أن الفقه الاجتماعي في مقابل الفقه الفردي" . (۹۸۶۳/ع۹۴۰)