وتابع، لقد كنتم في هذا المخاض الصعب رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه في تضحياتكم وذبكم على الدين والشعب، حتى رأينا في جماعتكم ما قاله امير المؤمنين في الرعيل الأول من المسلمين ((لقد كنا مع رسول الله لا نزداد على كل مصيبة وشدة الا ايمانا ومضياً على الحق وتسليما للإمر وصبراً على مضض الجراح)).
وبين، ولا ينبغي ان نغفل عن ان الفضل كل الفضل في هذا الانتصار الكبير لشهدائنا الابرار الذين ضربوا المثل الأعلى في الثبات والتضحية، وتقدست ارض الرافدين بدمائكم الطاهرة الزكية.
أيها الصابرون المرابطون من ابنائي الغيارى في المقاومة المباركة.. اعلموا ان مؤامرة الاستكبار العالمي في ادراج اسم حركة النجباء النقباء من قبل الكونغرس الأمريكي في قائمة العقوبات ضد الجهات الموصوفة بالإرهابية عندهم مدان عندنا بأشد اشكال الإدانة، بل هو دليل فزع العدو من بطولاتكم في درء مخططاته، واسقاط دويلة "داعش" التي بنى عليها امالا طويلة ورجاء عظيما، فلا يزيدن ذلك شبابنا في الحركة المباركة الا عزا وفخرا ((ولا يحزنك قولهم ان العزة لله جميعاً)) لا لسكارى الكونغرس وسفهائه وهم اليوم اوهن حيلة واضعف سببا، والله تعالى قد اخبرنا كتابه في الكريم عن تجربة سابقة لمستكبري قريش (( يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ))
هذا.. وليعلم المسؤولون وأصحاب القرار في الحكومة:
أولا: ان الذي سقط ببركة تضحيات شهدائنا ومجاهدينا هو حكومة التكفير الفاسدة، اما شرور التكفيرين والعملاء وخطرهم على امن البلاد وشعبه فما زال قائما لا ينبغ التغافل عنه، بل لابد من المحافظة على الاستعدادات العسكرية والأمنية الكافية تجاه مخاطر هذا الوجود التكفيري الخبيث الذي له خلايا نائمة وخفايا يتحصن بها.. فليس من الحكمة بمكان ان يصار على الاستغناء عن بعض الفصائل الشعبية المقاومة بحجة انتهاء المعركة مع داعش، فان المعركة اليوم مع هذا العدو لا تقل خطورة عن المعركة معه بالأمس.. فتبقى قوات الحشد الشعبي المبارك بجميع فصائله الحصن الحصين والسور الأمين الى جانب قواتنا المسلحة والأمنية في حفظ امن البلاد ومصالح شعبه في يومه وغده.
وثانيا: على رجال الدولة توفير كافة المستلزمات الحياتية المطلوبة للعيش الكريم لأبناء شعبنا كافة ولا سيما ابناؤنا في المناطق المحررة وارجاع المهاجرين منهم معززين مكرمين الى مناطقهم، واعمار ما دمره (داعش) من بلدهم ومحل سكناهم.
وثالثا: على الحكومة ان تغتنم فرصة ما بعد مرحلة (داعش) للتصدي بقوة وشجاعة للفساد على مستويين الأول منهما: الفساد على مستوى المسؤولين الفاسدين بإبعادهم عن مناصبهم وقطع الايادي الخائنة التي سببت عرقلة بناء البنى الحياتية للبلد، وفقدان الثقة بالحكومة.
والثاني منهما: الفساد الناشئ من التواجد المشؤوم للقوات الأجنبية في البلاد التي اثبتت التجربة عيانا انها جاءت للإفساد في البلاد وتمشية مخطط (داعش) وتأييده.. بل لا تفتا تفكر في مؤامرة تلو مؤامرة، فعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة والصريحة بإخراجهم من البلد فورا. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)