جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها بحفل ختام فعاليات المرحلة الأولى من المشروع القرآني لطلبة العلوم الدينية الذي تبناه معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة وأضاف " حقيقة دائما نحن نذكر انفسنا ومن يحب ان يسمع نذكره بتلك الدماء التي اريقت استجابة منها للفتوى المباركة التي اطلقها السيد السيستاني (ادام الله وجوده الشريف) ويمكن ان نسجل هنا نقطة تاريخية الا وهي: هناك عاملان مهمان ساعدا العراق على ان يتعافى:
العامل الاول: هذه الفتوى المباركة التي تمثل الامتداد التاريخي العميق للنجف الاشرف.
العامل الثاني: الاستجابة السريعة التي تكللت بهذا النجاح الباهر والقياسي في ان العراق يطرد اعتى ما يمكن ان نسمع او نقرأ عن وحوش بشرية، هؤلاء لا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة وفعلوا ما فعلوا، فهم عندما يسمعون المشهد العاشورائي وان المعسكر المقابل للحسين (عليه السلام) كان مثلا لحز الرؤوس ويقتل الاطفال، كان البعض يتصور ان هذه مبالغات تاريخية لا تعقل، كيف يقطع الانسان رأس احد، حيث يصعب عليه ان يتصور هذه الفكرة، لكن عندما عشنا هذه الامور وجدنا ان هؤلاء يعملون هذا العمل بدم بارد وكأن المسألة متوارثة فهؤلاء أبناء القوم.
وأضاف "هب هؤلاء الشباب وهم فتية وفيهم من لم يكن يبلغ الحلم تشبهاً بالقاسم سلام الله عليه، واليوم هناك اعداد من الشهداء، اذن لا بد ان تكون هذه للتاريخ عبرة لعل اكثر من 8000 الاف شهيد وانا اتكلم عن الحشد واكثر من 22000 جريح و هؤلاء عندما اقدموا على ما اقدموا عليه كانوا مطمئنين ان من ورائهم هذا الاطار الشرعي وهذه الفتوى المباركة، حتى ان بعضهم فقد طرفيه وعندما تكلمت معه كان مبتسما جدا وقال هذه الفتوى جاءت لنا رحمة كنا نحلم بها وقد فقد طرفيه وتجده متفانيا ولا يندب نفسه وهذا المعنى في نفسه ونفوس غيره".
وأكد السيد الصافي "لا بد ان يحتفظ العراق بهذه الثلة الطيبة ويحفظ تأريخها، وأنا قلت الى بعض الأساتذة الافاضل : نحن الآن نشهد ما يحدث فلا تغيب عنا الحقائق ولكن بعد 50 عاماً سوف تؤخذ الحقائق من الكتاب، واذا لم نوثق ما يجري الآن سيوثق غيرنا وبالنتيجة قد يكون الكتاب ليس فيه كل الحقائق كما حصل للتاريخ السابق، الآن التاريخ فيه اوهام ولا يتوفق اي احد الى ان يكشف التاريخ اذا لم يستند الى وثائق، وهذه الوثائق معتبرة والا الذاكرة الشفهية لا تكون دائما متيسرة فاليوم هناك معارك شرسة في العراق، هؤلاء الذين استجابوا للفتوى العظيمة لم يحموا البلد وحده وانما حموا المنطقة برمتها، لولا هذا المعنى لما استطعنا ان نقوم بهذه الكلمة وان نقف الان هذا الموقف، تعرفون ان النجف الاشرف سميت بعقيدتهم النجف (الاشرك) وكربلاء المقدسة اسموها بكلمة مقابلة لها، وكانوا يتمنون تخريبها وهذه الآمال فشلت وخابت بإذن الله تعالى، فلولا هذا الوجود المبارك للمرجعية ولولا هذه الدماء لكان وضعنا غير هذا الوضع".
وبين "هؤلاء لهم كل الشكر والثناء، يجب ان لا نغفل عن ذكرهم في كل موطن، عندما نكون في نعمة هم شركاؤنا في هذه النعمة، ولله الحمد هم شركاؤنا دائما في هذه الاعمال التي نقوم بها، فثواب هذا العمل المبارك الذي قام به الاخوة لا شك انهم ان لم يأخذوا كل الثواب فلهم الحظ الاوفر فيه لتمكنهم من المشاركة ، بسبب هذه التضحيات نقف بين يدي الاخوة الاعزاء في هذا الموقف المبارك في هذه المحافظة والمدينة المعظمة".
هذا كان الجانب الثاني من كلمة السيد الصافي، اما الجانب الأول فقد تناول سماحته فيه "ونحن على مشارف الولادة الميمونة لسيد الكائنات سائلين الله تبارك وتعالى ان يرحمنا جميعا، اذ هو رحمة للعالمين كما في النص (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) وان يمن الله تعالى علينا بالأمن والامان ويرينا فيه كل عزة وكل خير ويرينا في اعدائه لا سيما الدواعش كل ذلة ومهانة".
مضيفا "بما انه الكلام للقرآن الكريم ولا يمكن للانسان ان يكتفي من هذا الينبوع الجاري بالبركات غير المتناهية في هذا الكتاب الذي جاء به الله تبارك وتعالى معجزة نبيه (صلى الله عليه وآله) وجعله شافعا متشفعا وجعله عدلاً للعترة الطاهرة اذا كان من الحلي بمقدار الوسع والطاعة ان نبدأ استكشاف ما يمكن ان يضم القرآن بين دفتيه".
وأضاف " اولى علماء الطائفة تبعا لتوجيهات ائمتهم سلام الله عليهم عناية فائقة بالقرآن الكريم وتصدرت في مكتباتنا الاسلامية كمية كبيرة من التفاسير على اختلاف المشارب والمذاهب، وبالنتيجة المعارف القرآنية معارف جمة والحوزات العلمية كانت سباقة للاهتمام بالقرآن الكريم ولعل بعض الكتب المتعلقة بالصناعة التجميلية وما يتعلق بها كانت بارزة .
المشارب و المذاهب وبالنتيجة المعارف القرآنية معارف جمة والحوزات العلمية كانت سباقة للاهتمام بالقرآن الكريم ولعل بعض الكتب المتعلقة بالصناعة التجميلية وما يتعلق بها كانت بارزة، حتى ان السيد صاحب كتاب مفتاح الكرامة محمد جواد العاملي (رض) الف كتيباً في هذا المجال وكان في فترات موضع اهتمام وتدريس في الحوزات العلمية، وقد حقق هذا الكتاب احد الاعداد لمجلة العميد التي تصدر من قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية وحققه احد الأساتذة الافاضل وكان ينقل في طياته العلم الغزير للمؤلف ".
مبينا " ان علماءنا رحم الله الماضين واطال عمر الباقين يتعرضون لبعض الاحكام المتعلقة بالصلاة ويذكرون منها لأهميتها وايضا يعرجون الى موضوع مهم عندما يأتون الى نقطة وهي المحرمات على الصائم كالكذب على الله ورسوله والتي تعتبر من موارد الافطار، ثم ايضا البعض يفصل في هذا المجال وتجد هناك احتمالات علمية وتفصيلات كثيرة جدا تدل على عمق اهتمام علماء الطائفة بهذا الكتاب المبارك".
وتابع السيد الصافي "نحن نعاني من بعض القصور في بعض الجوانب ، مثلا سابقا كان هناك مجموعة من العلوم الادبية يهتم بها وكانت هناك مجالس تعقد في النجف الأشرف كالأدبية والفنون وغيرها وقد تميزت على غيرها وهذه العلوم الان اشبه بالخامدة ولا أقول انتهت ، فمعين النجف لا ينضب ان شاء الله لكنها تقريبا استراحت الان وان شاء الله استراحة مقاتل".
وأشار "من جملة الاشياء التي تحتاج الى نوع من التأكيد وليس التأسيس هو الاهتمام بالقران الكريم، والحمد لله جميعا لهم هذا الحضور والاهتمام بالقرآن لكن من باب التأكيد كما قلنا لأننا نحتاج الى القرآن الكريم سواء كان في الشواهد التي ندرسها كما نحتاج الى نهج البلاغة والصحيفة السجادية، نعم قد يكون اهتمامنا في الجانب التدريسي الظاهري اقل لكن اهتمامات الطلبة الشخصية لا شك انها كبيرة سواء كان في نهج البلاغة او كانت الصحيفة السجادية ومن قبلهم القران الكريم".
وأضاف " ان الاخوة في معهد القران الكريم لديهم جملة من النشاطات وقلنا ان نعمم كلامنا الى شطر النجف الاشرف والى الطلبة الاعزاء طلبة العلوم الدينية خصوصا الذين قد يعانون من بعض الصعوبات لعدم وجود مجالات تخصصية في هذا الجانب، وبحمد الله تعالى فتحت الابواب بشكل او بآخر حتى كانت المدارس الدينية تعيش كخلية نحل في هذا الجانب وتجد احدهم يساند الاخر في هذا النوع من القراءة الناشئة عن فهم وعن تعمق".
مضيفا "هذا المشروع ان شاء الله سيكتب له النجاح وهذا يكون في:
أولا : دعم الأساتذة في النجف الاشرف عندما يحثون الطلبة على ضبط هذه الامور الابتلائية وتطبيقات علوم القران في نهج البلاغة، ولا بد ان تكون الشواهد عندما ندرس النحو لا من اشعار العرب فقط وانما من نهج البلاغة والصحيفة السجادية خصوصا اذا نقحنا المواضيع كون اغلب نصوص نهج البلاغة نقلت بالنص ليست في المعنى، وكذلك الصحيفة السجادية وهذا الرقم المتخصص الحوزوي يمكن ان نخرج بهذه النتيجة فيكون النص العلوي لأمير المؤمنين (عليه السلام) او النص السجادي للإمام السجاد سلام الله عليه بالإضافة الى المعارف الاخلاقية والعقائدية والفقهية ايضا نعم الشاهد بل هو يكون منه تأخذ القواعد النحوية.
ثانيا : الهمة التي يقوم بها الاخوة في معهد القران الكريم سواء كان المعهد في العتبة او في فروعه والتواصل وعدم اليأس وانما الاصرار على اكمال هذا المشهد وان شاء الله هذه الحلقة الاولى وتستمر حلقات متصاعدة. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)