وأكد المفتي قبلان على أن "من أراد أن يكون منحازاً للقدس، عليه أن يقطع كافة العلاقات مع إسرائيل وواشنطن، وعليه أن يبدأ بسياسة خارجية محورها إنقاذ القدس، عن طريق ممارسة الضغوط المختلفة، التي تمنع تل أبيب وتضرب استقرارها، وإلا فإن كل بيانات العرب والمسلمين ليست إلا قنابل دخانية للتعمية، وليس لتدشين سياسة نصرة فلسطين. كذلك الأمر يفرض على المرجعيات الدينية أن تطوّر خطابها الديني، وأن تنفصل عن لعبة سياسات الحكّام، لأن بعض إخوة يوسف شريك رئيسي في طبخة القدس. المطلوب أن نعود إلى الله لا أن نتحالف مع إسرائيل وواشنطن لإسقاط دمشق واليمن والعراق بخلفية سياسة أمريكية إسرائيلية هدفها تهويد المنطقة".
واستغرب "أن بعض من أدان تهويد القدس فعل ذلك قريباً من سفارات وممثليات إسرائيلية في بلاد العرب والمسلمين. وللأسف الكثير من شعوبنا على دين السلطة العمياء، لدرجة أن ترامب في القمّة العربية الإسلامية المشهورة، كاد أن ينصّب خليفة للمسلمين". مؤكّداً "أن الرفض العملي للمشروع الأمريكي يعني الضغط على المصالح الأمريكية، ودعم مشروع انتفاضة شاملة ضد تل أبيب، وتكوين لوبي مالي لوجستي، وظيفته انتاج مشروع يسلب النوم من عيون عتاة بني صهيون".
وأشار سماحته إلى أن المطلوب هو "أنظمة بحجم آمال الشعوب وليس لسحق الشعوب، أنظمة تهدّد وتفعل بخصوص القدس وفلسطين، لا أن تكتب بيانات الإدانة بحبر عبري، تماماً كما فعلت الجامعة العربية حين حوّلت العداوة من تل أبيب إلى طهران، وصوّبت خرائط حربها باتجاه لبنان، وظهّرت للصحف مشاريع حرب عربية إسرائيلية ليس لتحرير القدس، بل لتدشين صفقة جديدة من لعبة الدمار والدماء باتجاه المحور المقاوم".
وجدّد المفتي قبلان تأكيده على "أن الدفاع عن سوريا وعن العراق وعن اليمن وكافة المحاور المناهضة لإسرائيل وللسياسات الأمريكية هو دفاع عن القدس وفلسطين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إضعاف الأنظمة الخائنة وسلبها الغطاء الشعبي، حيث بات أمراً ضرورياً لحماية القدس وفلسطين". وأضاف:"لا معنى للكلمات ولا للجمل ولا لكل المواقف الشاجبة والمنددة بالقرار الأمريكي الذي يعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، فهذه هي سياسة أمريكا الحقيقية، ولكن هذه المرة جاءت على لسان رجل مغرور ومعتوه، وفي ظل أوضاع عربية وإسلامية مخجلة ومخزية، لا بل مشينة، ارتكبتها أنظمة وقيادات وصلت في نذالتها إلى حدود الانبطاح والتسليم الأعمى بكل ما يفرضه ويشترطه المتسلط الأمريكي الذي عاث في هذه المنطقة فساداً وفقراً وفتناً، فاستحوذ على خيراتها واستحكم بقراراتها وتركها ساحة مستباحة لكيان صهيوني غاصب وطامع، وبخاصة عندما وجد أن كل ما يحيط به قطعان من النعاج، يستطيع افتراسها ساعة يشاء، وهذا ما حصل منذ نكبة فلسطين، فالفيلم الأمريكي الصهيوني الطويل مستمر، والعجز العربي والإسلامي إلى المزيد من الخنوع وقلة الكرامة".
وأكّد المفتي قبلان دعمه "للشراكة السياسية التي تعبر عنها الحكومة على قاعدة أن حماية لبنان تبدأ بالخيار السياسي والخدمة الاجتماعية الكاملة، والإعداد لعملية الانتخابات، لأن القضية ليست بالحكومة بل هي بالعقل السياسي، الذي يدير الحكومة". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)