وفي كلمة في الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد النائب جبران تويني في كاتدرائية القديس جاورجيوس، أشار المطران عودة إلى أن "كثيرين تغنوا بالقدس، وكتبوا أشعار وقصائد، معددين ما تجمعه هذه المدينة المقدسة من ميزات. ليس عبثا أنها سميت "زهرة المدائن"، إذ إنها زهرة سلام بيضاء تجمع بين حناياها الإخوة في الله مسيحيين ومسلمين، لأنه ليس هناك أخوة حقيقية إلا بالله. إنها المكان الذي نتوق جميعا إلى زيارته والسير في طريق الجلجلة التي خطاها الرب والتبرك من القبر المقدس ومن كنيسة القيامة وموضع الصعود وقبر والدة الإله وغيرها من أماكن الحج المسيحية والإسلامية التي حالف آباؤنا الحظ بأن يزوروها بينما نحن محرومون من ذلك"، معتبراً أنه "لا بد لنا اليوم، في ظل هذه السحابة السوداء المحيطة بمنطقتنا العربية عموما، وبقدسنا العربية خصوصا، من أن نرفع الدعاء والصلاة، إلى طفل مغارة بيت لحم، الذي نتهيأ للاحتفال بذكرى تجسده الإلهي، لكي يحل النور مكان الظلام وشمس العدل مكان الغمام، فيكون ميلاد الرب ميلادا للسلام في كل المنطقة وفي العالم أجمع".
وأفاد أنه "قبل الإنجيل سمعنا مقطعا من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس، يشددهم فيها ويدعوهم إلى الإستقواء بالرب، وبه وحده، وإلى لبس سلاح الله الكامل ليستطيعوا التغلب على الشيطان ومكائده. المؤمن مهدد باستمرار من غير المؤمنين، الذين يرتاح الشيطان أن يسكن فيهم وأن يقوم بكل مكائده لأنه لا يرتاح عند رؤية إنسان مؤمن، يسلك السلوك الحسن ويعمل ما يرضي الله، لذا يجند هذا الشرير ملائكته للايقاع بهذا المؤمن واصطياده. كيف يتغلب المؤمن في حربه ضد الشرير وملائكته؟ باتخاذه سلاح الله الكامل الذي به وحده ينجو من شراك العدو، ملك الظلمة ورئيس أجناد الشر. يقول الرسول: "أثبتوا إذا، ممنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر، وأنعلوا أقدامكم باستعداد إنجيل السلام، واحملوا علاوة على كل ذلك ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة، واتخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله" (أفسس 6: 14 - 17)".
وأضاف "سلاح الله هو إذا الحق والبر، هو الإيمان وإنجيل السلام، هو كلمة الله التي وحدها تنجي وتنعش، وتنشر في النفس الأمل والرجاء، فيما نحن نجاهد للخروج منتصرين من هذه الحروب ضد فخاخ العدو، الشيطان وأتباعه، فننال المجد السماوي الذي هو المجد الحقيقي وغير الفاسد، الذي لا يفنى ولا يزول"، مشيراً إلى أن "جبران الذي نصلي اليوم من أجل راحة نفسه، لم يسع يوما إلى إرضاء الناس، بل إلى إرضاء ربه وضميره. وإلا لكان داهن ومالق وساير وما انتقد خطأ أو رفض ظلما أو ساند ضعيفا ومحتاجا. ولما كان وقف في وجه كل من أراد أن يؤذي وطنه ويستبيح حريته أو كرامة أبنائه". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)