هذا ودعت الرسالة الأُمة الإِسلامية إِلى التوجه إلى القرآن الكريم، ووصايا الرسول الأَعظم (صلى الله عليه وآله) والتي بينت للأُمة الإِسلامية سُبل الخير من الشر، والصلاح من الانحدار، وفيما يأَتي نص الرسالة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ورد في الأثر عن رسول الله (صلى الله عليه واله): (يوشك أن تداعى الأُمم عليكم كما تداعى الأكلة على قصعتها, فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم كثير, ولكنكم غثاء كغثاء السيل, ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة, وليقذفن في قلوبكم الوهن, فقال قائل: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت).
* إِن نبينا محمداً (صلى الله عليه وآله) ما ترك شيئاً به سعادة الناس وطيب معاشهم، وهناءة معادهم ـ إلا بيَّنه أتم البيان ـ وأَراد أَن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً فأبوا واستكبروا، وما ترك شرّاً ولا ضراً إلا حذَّر منه، وبيَّنه أتم البيان، فما انتقل إلى ربه إلا وقد بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فجزاه الله خير ما جزى نبيًّا عن أمته.
* المعنى أنَّ فِرَق الكفر وأمم الضَّلالة… يدعو بعضهم بعضًا إلى الاجتماع لقتالكم وكسر شوكتكم؛ ليغلبوا على ما ملكتموها مِن الدِّيار، كما أنَّ الفئة الآكلة يتداعى بعضهم بعضًا إلى قصعتهم التي يتناولونها مِن غير مانع، فيأكلونها صفواً مِن غير تعب. (ومِن قلَّة)، أي: إِنَّ ذلك التَّداعي؛ لأجل قلَّة نحن عليها يومئذ. (كثير)، أي: عدداً، وقليل مدداً. (ولكنَّكم غُثَاء كغُثَاء السَّيل)، ما يحمله السَّيل مِن زَبَد ووَسَخ؛ شبَّههم به لقلَّة شجاعتهم ودناءة قدرهم. (ولينزعنَّ)، أي: ليخرجنَّ. (المهابة). أي: الخوف والرُّعب. (وليقذفنَّ)، أي: وليرمينَّ الله. (الوَهن). أي: الضَّعف، وكأنَّه أراد بالوَهن ما يوجبه، ولذلك فسَّره بحبِّ الدُّنيا وكراهة الموت.
* وإن علة العلل في ضعف المسلمين فيما أصيبوا فيه هو الجبن والبخل، كما هو صريح قوله (صلى الله عليه وآله) [من حبكم الدنيا وكراهية الموت]، وإن من الثابت المقرر في النواميس الطبيعية أن الإفراط في التهافت على الدنيا وحبها يحرمان الإنسان من التمتع بها، وأن الغلو في المحافظة على الحياة تكون عاقبته لا محالة زيادة التعرض للهلاك.
* إِن أَحوال أمة الإسلام اليوم كما هو مشاهد، توجب العناية بإتباع النصوص القرآنية والأحاديث النبوية فيما فيه حفظ أمنهم، واستقرار أحوالهم، والحذر من تسلط أعدائهم، نسأل الله الثبات.
* قرار اعتبار الولايات المتحدة للقدس عاصمة لإِسرائيل خطوة لقتل أَحلام الفلسطينيين والشرفاء في الأمة العربية, فعلى الأمة أَن تقوم بدورها الذي طالما قصرت به وإِلا فإن الأوضاع باتجاه التأزم. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)