وقال المتولّي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي" ان سياسة ادارة العتبة الحسينية المقدسة في الجانب التعليمي والتربوي سواء أكان في مدارسها او الجامعات هي تطبيع الطلبة والكوادر التعليمية على الجدّية في الدراسة ومحاولة استثمار أكثر ما يمكن من أيام الدوام خلال السنة الدراسية، ليتمكن الطالب من استيعاب المادة الدراسية وتحصيلها بتمامها من دون تكديس الدروس عليه خلال فترة زمنية لا تكفي لاستيعاب جميع المواد المقررة، لأن الطالب قد يتعرض للضغط النفسي والتدريسي اذا ما كانت أيام الدراسة قليلة، اضافة الى تمكين الكوادر التعليمية من إعطاء جميع الدروس خلال السنة الدراسية وشرحها وتوضيحها بصورة تفصيلية، ولا تضطر الى إلقائها بصورة عاجلة ومن دون شرح وتوضيح حينما لا يكون الوقت كافياً".
وبيّن الكربلائي" ان من أخطر الآثار الثقافية والنفسية والطبائعية هي أن تتحول كثرة العطل في بلدنا الى ثقافة وتوجُّه لدى الفرد والمجتمع، ويتطبّع عليها شيئاً فشيئاً، حتى يصبح الدوام الدراسي والدراسة والعمل في مواقع الانتاج شيئاً غير محبوب لديه وينفر منه، ويكون التعطيل والكسل والتراخي عن الدوام هو الامر المرغوب والمحبّب لديه".
وأضاف" اذا ما لاحظنا خصوصية مدينة كربلاء المقدسة من وجود عدد من الزيارات المليونية كزيارة الأربعين وموسم عاشوراء وزيارة عرفة وزيارة النصف من شعبان، ثم نضيف اليها كثرة العطل الطارئة خصوصاً خلال السنوات الأخيرة، ويشتد الأمر أكثر حينما تُحسب أيام العطل التي تقررها الحكومة الاتحادية والعطل التي تقررها الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة، لوجدنا أن عدد أيام العطل خلال السنة الدراسية سيشكّل عدداً مهولاً وسيؤثر - لاشك - بصورة سلبية كبيرة على المستوى الدراسي، واستيعاب وفهم الطلبة للمادة العلمية، اضافة الى ما ذكرناه من مخاطر تطبّع الفرد والمجتمع على حب التعطيل والكسل في طلب العلم".
موضحاً انه" يمكن استثمار بعض أيام العُطل التي تقررها الحكومة في شرح المناسبة وأحداثها سواء أكانت دينية او وطنية او الاحتفال بالمناسبة بحسب طبيعتها ومقتضياتها وشرحها للتلاميذ واضفاء أجواء الفرح والسرور إن كانت كذلك". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)