فى السابع عشر والثامن عشر من شهر يناير الجارى، يعقد الأزهر الشريف مؤتمراً عالمياً للقدس بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، حيث يشارك بالجلسة الافتتاحية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، وجمع كبير من رجال الدين الإسلامى والمسيحى من عدة دول بالعالم، بالإضافة إلى علماء الدين بفلسطين.
والشيخ يوسف سلامة، خطيب المسجد الأقصى المبارك، وأحد المشاركين بمؤتمر القدس، أجاب فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، على عدد من الشبهات والمغالطات التى أثيرت مؤخراً حول القدس والمسجد الأقصى، مشيراً إلى أن المسجد الأقصى المبارك سمى بهذا الاسم تنفيذًا للقرار الربانى، حيث إن الله عز وجل - هو الذى سمى تلك البقعة المباركة بهذا الاسم، كما جاء فى صدر سورة الإسراء: "سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".
والمسجد الأقصى هو المسجد المعروف ببيت المقدس الكائن بإيلياء، والأقصى، أى الأبعد، والمراد بعده عن مكة، بقرينة جعله نهاية الإسراء من المسجد الحرام، ولهذا فتسمية ذلك المكان بالمسجد الأقصى فى القرآن تسمية قرآنية اعتبر فيها ما كان عليه من قبل؛ لأن حكم المسجدية لا ينقطع عن أرض المسجد، فالتسمية باعتبار ما كان، وهى إشارة خفية إلى أنه سيكون مسجدًا بأكمل حقيقة المساجد.
وتابع: ومن المعلوم أن المسجد الأقصى المبارك هو ثانى مسجد بنى فى الأرض بعد المسجد الحرام، كما جاء فى الحديث الشريف عن أبى ذر قال: "قلت يا رسول الله: أى مسجد وضع فى الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت: ثم أى؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)