وقال مفتي مصر، خلال المقابلة، إن دار الإفتاء قامت بعدة إجراءات في سبيل مواجهة الأفكار المتطرفة التي هي سبب الأحداث الإرهابية التي اجتاحت عددًا من دول العالم، ومن بين هذه الإجراءات إنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة، الذي يقوم على رصد وتحليل وكتابة التقارير عن كل ما تنشره التنظيمات المتطرفة والإرهابية.
وشدد فضيلة المفتي على أهمية التأهيل الإفتائي لمن يتصدى للفتوى، محذرًا من تصديق كل ما ينشر أو يقال على الشبكة العنكبوتية من غير المتخصصين لأنها ثورة معلومات وليست ثورة علم، فالعلم مكانه في الجامعات والمعاهد الدينية المتخصصة والرسمية.
وأبدى فضيلة المفتي استعداد دار الإفتاء للمزيد من تدريب العلماء على الفتوى من خلال دورات تدريبية تأهلية، مؤكدًا أن دار الإفتاء تؤكد دعمها الكامل لمسلمي إندونيسيا، وأنها على استعداد لتقديم كافة أشكال الدعم الشرعي للمسلمين هناك، وإمدادهم بكافة الإصدارات التي تواجه الفكر المتطرف مترجمة إلى الإندونيسية وغيرها من اللغات.
حضر المقابلة سفير إندونيسيا في القاهرة، ورئيس رابطة خريجي الأزهر بإندونيسيا وعددًا من الإعلاميين في إندونيسيا، وأثنى الضيوف على مجهودات دار الإفتاء في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، وما تقوم به من مجهودات في الداخل والخارج، مبدين تطلع بلادهم إلى التعاون المثمر مع دار الإفتاء المصرية.
وعبَّر الضيوف عن امتنانهم لما يجدونه من دعم لمسلمي إندونيسيا من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، مؤكدين أن المسلمين هناك يشعرون بالدور الذي يقوم به الأزهر ودار الإفتاء المصرية؛ لنشر المفاهيم الصحيحة للإسلام.
ووجه فضيلة المفتي عدة نصائح للمسلم الإندونيسي من ضرورة أن يكون مسلمًا إيجابيًّا، وأن يهتم بالجوهر والمعاملات الحسنة مع الآخرين، موضحًا أن المسلمين الأوائل الذين دخلوا إندونيسيا لم يتكلموا كثيرًا ولم يهتموا بالوعظ فقط، بل نشروا الإسلام من خلال المعاملات الراقية التي تحترم العقول المختلفة والتي تخاطب القلوب المتعددة، وهذا ما نحتاجه الآن. (۹۸۶/ع۹۴۰)