19 January 2018 - 15:35
رمز الخبر: 441045
پ
الشیخ قبلان من مؤتمر الازهر لنصرة القدس:
تحدث المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في الجلسة الثانية لمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المنعقد في القاهرة، من خارج البرنامج المعتمد، وقال: "حين خربها السيل وعمدت قريش لتعيد بناءها كادت تقع مذبحة بسبب من يضع الحجر الأسود مكانه، فجاء النبي ووضع الحجر برداء ثم طلب من قبائل قريش مجتمعة أن تحمله فوضعه في مكانه، وعادت عمارة الكعبة إلى حيث أراد الله، وكذا القدس حتى لا تضيع".
الشيخ قبلان

وأضاف "بتعبير آخر، القدس ميثاق الرب وأمانة السماء والله يقول: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان)، والحامل منا قسمان: حامل ظلوم، وحامل شكور (نظام وشعب)، وعلامة الشكور عقله وإمكاناته،
وسياسته الخارجية المفروض أن تدور مدار سياسة الله بالقدس، فمن خان خان الله، والخائن للقدس خائن لشعبه وناسه ونعمة الله فيه، والموقف أن نكون مع الله ونخوض غمار معركة: (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا).

وهذا يفترض تظهير المسؤوليات بدءا من معركة "أنت عدو" للإسرائيلي، والتعامل معه على أنه عدو محتل، وهذا يفترض سياسة (من أنصاري إلى الله)، لأن معركة القدس تماما كقضية "طالوت والنهر"، والمطلوب أن لا نشرب من "نهر ترامب"، لأن جيش جالوت كبير جدا ويحتاج إلى فئة أكبر من الهزيمة وقلوب أكبر من الموت والخوف، لا بعدد من يريد خوض معركة السماء، بل بنوعية إيمانهم ويقين صدورهم، لأن الأكثرية يومها قالت: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده)، فيما الأقلية قالت: (ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين). لذا قال الله بحقهم: (فهزموهم بإذن الله). هزموهم رغم أنهم قلة، لكنهم أكبر من الهزيمة لأنهم كبروا بالله فاستحقوا أن يكونوا من أهل: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله). واليوم كالأمس، الرب واحد والعدو واحد، والميثاق واحد والشرط: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). ومع أنا أهل دين وسلام، إلا أننا أهل الحرب حين تتحول الحرب حربا لله وغوثا للقدس وانتصارا لفلسطين".

وأضاف: "لذا بكل تواضع أقول: بخصوص المسؤوليات الدولية (بكل أشكالها) ومسؤولية دولنا وشعوبنا، يجب أن نكون نحن القرار والفاصل الدولي ومن يقرر المصير، لأن مجلس عصبة الأمم ومجلس الأمن ضيع العالم، ومنذ مؤتمر فيينا وحتى فرساي قال العالم القوي: ليس للعدل قيمة، ولا للشعوب، ولا للمقدسات، ولا للأعراف الدولية، فقط القيمة للأقوياء، ويجب أن نكون (نحن أهل الحق) أقوياء، لأن الذئاب لا تنهش الأسود بل تنهش النعاج الضعيفة، والله يقول بحق عباده الذين أخبر أنهم من يفتح القدس ويسحق جبروت الجالوتية فيها: (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا"أولي بأس شديد" فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا)".

وختم: "إن الله يقول بحق إنسانه: (ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)، والشكر لله لا يكون بقتل ناسه وأهل بريته وسحق مصالحهم وحقوقهم بل بحفظهم وحفظ مصالحهم وتأدية حقوقهم بحدود إصرار الإمام علي بن أبي طالب على حفظ الخليقة ومصالحها وحقوقها بمضبط أن الإنسان نظير الإنسان (نظير لك في الخلق)، وفي كل ذي كبد حرى أجر، والخير خير ببعد النظر عن فاعله، والشر شر ببعد النظر عن فاعله، والظلم ظلم سواء كان على طريقة ترامب بإطلاق يد تل أبيب بتهويد القدس، أو على طريقة ترك القدس بيد جلادها يفعل بها ما يشاء، والله من ورائنا يقول: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)، ولا جنة لمن ضيع الإنسان، كما لا جنة لمن ضيع القدس وفلسطين". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)

الكلمات الرئيسة: القدس الشیخ أحمد قبلان لبنان
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.