19 January 2018 - 17:05
رمز الخبر: 441062
پ
الشيخ أحمد قبلان:
رأى المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​، خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في ​برج البراجنة​، أنّ "أعظم التقوى هو أن يتّقي أهل ال​سياسة​ الله في ناسه وعياله، فما هو عجيب ومستغرب أن تستمرّ المناكفات والخلافات السياسية، فيما الناس يدفعون الثمن اقتصادياً واجتماعياً، ويعيشون الخوف والقلق من الغد الّذي ينتظرونه انفراجاً وتوافقاً وانطلاقاً للدولة الضامنة والكافلة بكلّ مؤسساتها وإداراتها، نحو الإستقرار والنمو والاطمئنان، وسيراً طبيعيّاً وحثيثاً باتجاه عودة ثقة الناس بهذه السلطة الّتي وعدت بالمنّ والسلوى".
 ​الشيخ أحمد قبلان

وأوضح أنّ "ما نشهده اليوم من مواقف متعاكسة في ما خصّ مرسوم أقدمية دورة ضباط 1994، يؤشّر إلى أنّ الصراع ليس من أجل بناء الدولة وضمان مسيرتها بما يؤمّن الصالح العام، بل من أجل صلاحيّات موهومة تستطبن خفايا سلطوية وطائفية دفينة، قد تطيح بكلّ الإنجازات، وتقضي على ما تبقّى من أمل عند اللبنانيين، بأنّ بلدهم ودولتهم ومستقبلهم ومصيرهم قد وضعوا في الإتجاه الصحيح".

وتوّجه المفتي قبلان، إلى من "يلعبون هذه اللعبة الخطرة"، بالقول "اهدأوا واضبطوا إيقاعاتكم السياسية على الأوتار الوطنية القادرة على ترنيم التوافق والتفاهم والعودة بالبلد إلى ما يتمنّاه كلّ سياسي مخلص وغيور، وكلّ مواطن يريد أن يعيش في وطنه وبين أهله المسلمين والمسيحيين بعزّة وكرامة"، منوّهاً إلى أنّ "اللبنانيين جميعاً توّاقون إلى الأمن والأمان والإستقرار، وينتظرون بفارغ الصبر دولتهم، ويحلمون بحكومة تؤمّن الكهرباء والماء والدواء، وتعالج قضاياهم ومشاكلهم الإجتماعية والمعيشية والتربوية".

وشددّ على أنّ "لبنان أكبر من الجميع، ولعبة الكسر والنصر تبتزّ البلد، وتزيد من تفاقم أزماته، ومن يريد لبنان عليه أن يتخلّى عن أنانيته. لقد شبعنا نقاشات وجدالات ومشاحنات، عودوا أيها السياسيون إلى الدستور، واحتكموا إليه في الصغيرة والكبيرة، ولتكن قراءاتكم له بخلفيات وأهداف وطنية، وليس بخلفيات التحدّي واستعادة الهيمنة، الّتي ولّت ولن تعود لأحد، فخدمات الناس في أسوأ أحوالها، ووظيفة السلطة كضامن اجتماعي وإنمائي تكاد تكون معدومة، والتضامن السياسي مفقود، وحدّة الخلافات إلى ارتفاع، والعيون على المعركة الإنتخابية، مع إدراك الجميع وعلمهم بأنّ البلد في القعر والأجيال الشابة تعيش الخيبة ولحظة السقوط"، مبيّناً أنّ "رغم كلّ ذلك، هناك من يصرّ على المواجهة السياسية، بصراعات جانبية لا تغني ولا تثمن من جوع".

وأكّد قبلان، أنّ "من يريد لبنان ويحرص على لبنان، وعلى العيش في لبنان بحرية وكرامة وانفتاح وتعاون ومشاركة وحوار وتحاور، عليه أن يخرج من طائفيّته ومن مذهبيّته، وأن يكون في خدمة الناس كلّ الناس، وأن يتعامل معهم بمنطق القيم والأخلاق والسياسة، وليس على قاعدة ​الفساد​ والإفساد واعتبار الناس سلعة للمتاجرة والمزايدة التي لن تكون في صالح لبنان واللبنانيين، مسلمين ومسيحيين".

وكرّر مطالبته الجميع بـ"الإحتكام إلى الدستور، والعودة عن أي موقف لا يخدم المصلحة الوطنية، ومراجعة أي قرار ومرسوم لا يكون تحت سقف الدستور، فالرجوع عن الخطأ فضيلة وقوة، وليس ضعفاً لدى الأقوياء"، داعياً إلى "التهدئة والتروي، لأنّ المرحلة صعبة وتتطلّب من الجميع ألّا يحاولوا وضع العصي في الدواليب، فلبنان لا يتحمّل واللبنانيون لم يعد بمقدورهم أن يعانوا أكثر مما هم فيه، وأكثر ممّا أصابهم ولحق بهم من أثمان مادية ومعنوية، جراء سياسات تغييب الدولة وتقاسم مؤسساتها، كي تبقى المزارع قائمة والفساد على قدم وساق". (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.