26 January 2018 - 15:54
رمز الخبر: 441236
پ
أكدت الحاجة إلى حوار إيجابي وبناء..
أكدت المرجعية الدینیة العليا على لسان ممثلها في كربلاء، إننا نحتاج الى حوار ايجابي ونقد بناء بعيداً عن الانتقاص والاستفزاز، وفيما حذرت من استخدام العنف في الخلافات والنزاعات، بينت إن “ثقافة الحوار غائبة في الغالب عن اوساطنا الاجتماعية والثقافية والسياسية”، معتبرة “التسقيط الاجتماعي اشد من القتل الجسدي”.
الشيخ عبد المهدي الكربلائي

وذكر ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بخطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المطهر اليوم، حسب موقع الفرات نيوز، ان “الاسلام حرص عل اقامة الروابط الاجتماعية المتماسكة بين المنتمين اليه لإقامة علاقات اجتماعية متماسكة من اجل حفظ المجتمع ليواجه المشاكل والتحديات التي يمر بها الفرد والمجتمع ويعطي الفرد والمجتمع القدرة على التنمية والتطور وقد حذر في الوقت ذاته من عدم الالتزام بالمنظومة الاجتماعية والتعايش الاجتماعي والثقافي”. 

واضاف ان “منظومة التعايش الاجتماعي بين المؤمنين جاءت من اجل ان ينهض الفرد باعباء المهام الملقاة عليه، وبنفس الوقت هناك مخاطر تهدد المنظومة الاجتماعية وتؤدي الى ضعف التماسك الاجتماعي “.

واشار الشيخ الكربلائي الى ان “من الامور التي تهدد المنظومة الاجتماعية هي التعصب والنظرة الفوقية والاستعلاء على الاخرين، واستخدام اسلوب العنف في التعامل مع الاخرين”.

وبين المتولي الشرعي للعتبة الحسينية ان “الانسان يلجأ الى الاسلوب العنيف تارة بالكلام او الخطاب او التصرف، وقد حذر الاسلام من استخدام العنف كونه يؤدي الى تعقيد المشكلة او يواجه بالمقابل بعنف وقد تكون المشكلة بسيطة والخلاف بسيط لكن اسلوب العنف الذي يستخدم يحوله الى شيء معقد”.

ونوه الى ان “الاسلام اعتبر ضبط الانفعالات وردود الافعال من الجهاد الاكبر والجهاد بالسلاح من الجهاد الاصغر، كما وان عدم ضبط ردود الافعال ستكون اثارها خطيرة وتهدد تماسك المجتمع، ولذا دعا الاسلام الى الهدوء في التعامل مع الخلافات المشاكل الاجتماعية والنزاعات”. 

وتابع ممثل المرجعية العليا ان “الامر الاخر الذي يهدد السلامة الاجتماعية استخدام الحوار السلبي والنقد غير البناء، ومن الاساليب الفعالة لمعالجة العيوب والعثرات والزلات في تصرفات الاخرين هو النقد البناء على ان يكون مبنيا على الوثوق والتأكد، والاسلوب الذي يستخدم ان لا يكون جارحا او حالة من الانتقاص او الاستهانة والاستفزاز “. 

وبين ان “ثقافة الحوار غائبة في الغالب عن اوساطنا الاجتماعية والثقافية والسياسية، وفي الكثير من الاحيان الحوار لا يكون موضوعيا بل سطحياً، لذا نحتاج الى حوار موضوعي ودقيق وايجابي ونقد بناء بعيداً عن الانتقاص والاستفزاز”.

ولفت الشيخ الكربلائي الى ان ” من الامور التي تهدد سلامة العلاقات الاجتماعية هي فلتات اللسان وتسقيط الاخرين ما يؤدي الى الحط من المنزلة الاجتماعية للمؤمنين كالغيبة ونتائجها”.

واوضح ان “التسقيط الاجتماعي يؤدي الى المقاطعة من قبل الاخرين ما يعيش هذا الفرد العزلة التي تؤدي الى الهم والغم وتعطل عليه تحصيل مصالحه المعيشية والاجتماعية، لذا فان التآلف والتحابب يؤديان الى تماسك المجتمع، كما ان التسقيط الاجتماعي اشد من القتل الجسدي واغلب المشاكل الاجتماعية تنشأ من آفات اللسان”.

واردف وكيل السيد السيستاني بالقول ان “وسائل التواصل الاجتماعي من اخطر ما تمثله افات اللسان، والكتابة هي وجود اخر لـ اللفظ، لذلك ما تقتضيه الاحاديث هي ان التوقف الف مرة وعدم التسرع فيما نكتب كون تلك الكتابة تولد موقف معين، محذرا من “الاثار الخطيرة المترتبة على نشر الاكاذيب والافتراءات في وسائل التواصل الاجتماعي”. (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.