جاء حديثه هذا لرئيس مجلس العلماء وائمة المراكز الاسلامية في المملكة المتحدة وغيرها، وذلك بعد ان قدموا شرحا وافيا مفصلا عن الانشطة الذي يقومون به في مختلف مراكز المملكة المتحدة، وقد شكرهم سماحته على هذه الجهود والخدمات التي يقومون بها لابناء الجالية الاسلامية في مختلف اوربا وعلى هذه الزيارة التي يتواصلون من خلالها مع ممثلية المرجعية العليا في النجف الاشرف لمعرفة توجيهاتها ونصائحها للمسلمين.
واكد سماحته عليهم بان مسؤوليتكم ومهمتكم اليوم كبيرة وخطيرة، خصوصا بعد اندحار داعش واخواتها بفتوى المرجعية ودماء العراقيين، الا انه يجب علينا ان نعلم بان امتدادات هؤلاء لم تنتهي وخصوصا في اوربا، لوجود جيل ربوه على العنف والقتل والذبح دون تمييز بين ان يكون قريبا منهم او بعيدا، ايا كان ابا كان او اما، وهذا ما تنقله لنا التقارير والمتابعين للاحداث بعد اندحار داعش، لان شر هؤلاء لم يقتصر على العراق وسوريا والدول المجاورة لها بل انتشر الى اوربا عبر المئات من العناصر التي شاركت منها داعش في الحرب.
كما اكد سماحته على امر هو في بالغ الاهمية والذي بان اخيرا بعدما ظهرت قوة المرجعية وتأثيرها في استجابة العراقيين وتلبيتهم لندائها وخروج ما يزيد على مليوني مقاتل خلال يومين للحفاظ على العراق ومقدساته من الداعشيين والتكفيريين.
ووجدت هذه الجهات المعادية للاسلام في هذا التوجه خطرا على مصالحها واهدافها مما صاروا يحسبون لها الف حساب وحساب، وجعلوا يخططون لضرب هذه القوة وكسر هيبتها بتشويه سمعتها لغرض تشتيت وحدة القرار الصادر من قبلها، بطرح افكار مغلوطة مخالفة لمبادئ العقيدة والمذهب من خلال قنواتهم الخاصة وظهور افراد يدعون السفارة عن الامام المهدي المنتظر (عج) وغير ذلك من الوسائل التي يراد منها ضرب المذهب وحماته، فواجبنا اليوم مواجهة هذه الهجمة الشرسة وتحصين فكر الشباب بالقاء محاضرات نافعة ومفيدة لبيان خطر هذا النهج الذي لا يراد منه الا ضرب المذهب والعقيدة، كما ينبغي الاشارة اليهم الى ان مثل هذه الامور ليست بجديدة،.
لان روايات ائمة اهل البيت (ع) تبين لنا كثرة ظهور مثل هذه التوجهات وهذه الافكار قبل ظهور الامام (عج) ويكثر مدعوا السفارة وغيرهم من المضللين، وتلزمنا في الوقت نفسه بالثبات على العقيدة والحفاظ على الهوية وعدم التأثر بمثل هذه الادعاءات حتى ورد في الحديث (يأت على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر) ويقول الرسول الاكرم محمد (ص) (إخواني قومٌ في آخر الزمان آمنوا ولم يروني، لقد عرّفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم، من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم ، لأحدُهم أشدُّ بقيّةً على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغضا، أولئك مصابيج الدجى ، ينجيهم الله من كلّ فتنةٍ غبراء مظلمة).
((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) (۹۸۶/ع۹۴۰)