09 March 2018 - 22:09
رمز الخبر: 442321
پ
ذكر ​السيد علي فضل الله​، في خطبة صلاة الجمعة، أنه "في ​لبنان​ أقفلت فيه أبواب الترشيحات على عدد كبير من المرشّحين والمرشحات، بالمقارنة مع ​الانتخابات​ السابقة، حتى قارب عددهم الألف، وفي ذلك إيجابيَّة ساهم ​القانون الانتخابي​ الجديد في توفيرها، فهو أعطى أملاً للكثيرين ممن كانوا يرون في أنفسهم الأهلية، أو لديهم الطموح في الوصول إلى الندوة البرلمانية، ولكنهم كانوا لا يرون لهم موقعاً في ظلّ القانون القديم الّذي اصطلح على تسميته بقانون المحادل".
 السيد علي فضل الله

ولفت الى أنه "على اللبنانيين أن يعتبروا أنَّ الورقة التي يضعونها في صناديق الاقتراع مسؤوليَّة، وهي لا تخصّهم وحدهم، بل تتعلق بمصير الوطن ومستقبله، وعليهم أن يكونوا الأمناء عليه، حتى لا يمسك قراره الفاسد أو المفسد أو من يجعل من وطنه بقرة حلوباً لمصلحته أو لمصالح الآخرين"، ذاكراً "لا يعتقدنَّ أحد، كما يفكر الكثيرون، أنَّ صوته لا يؤثّر ولا يغيّر، أو "فالج ولا تعالج"، فهو إن لم يؤثر حالياً أو يغيّر، فسيؤثر في المستقبل، إننا معنيون بأن نبعث رسالة إيجابيَّة إلى الذين أحسنوا العمل من التيارات السياسية خلال تواجدهم في الندوة البرلمانية، ورسالة سلبية إلى الذين لم يكن لهم حضور، وفرطوا في أمانة تمثيل مواطنيهم، ولم يرتفع لهم صوت في المجلس".

وتابع فضل الله بالقول أنه "علينا أن لا نكتفي في هذا البلد المليء بالمشاكل والتحديات بأن نضرب كفاً بكفّ، أو نعلن سخطنا على المسؤولين وننتقدهم، أو ننتظر الفرج ليأتينا من الخارج، فالأمر دائماً بأيدينا، ولدينا فرصة للتعبير عما نريده، وعلينا أن لا نضيعها"، موضحاً أنه "من واجبنا أن نفرض على الذين يتقدمون إلى مواقع المسؤولية من المرشحين، أن يقنعونا بأشخاصهم وبرامجهم، أن يملكوا رؤية صحيحة عن واقع البلد وسبل الحل، ونحن عندما نتحدث عن مشاكل البلد، فإننا نريد بذلك أن نتوازن بين تحديات الداخل والخارج".

كما نوه الى "اننا نسمع في هذه الأيام عن برامج ومشاريع، ولكنّها في أغلبها، حتى لا نظلم الجميع، أشبه بالأحلام، وهي برامج فضفاضة وعامّة يمكن أن تطرح في أيّ زمن ووقت، إنَّنا نريد برامج واضحة ومحدّدة لمعالجة الأزمات، ومن موقع آخر، عاش اللبنانيون طوال الأسبوع الماضي سجالات نراها أساءت إلى موقعين أساسيين في هذا البلد، هما ​القضاء​ و​الأجهزة الأمنية​، إثر اتهام أحد اللبنانيين بالعمالة، حتى بدا القضاء في هذه القضية مرتبكاً، وبدت تقارير الأجهزة الأمنية متضاربة، مما أدخلهما في دائرة الشكّ والاتّهام".

واشار فضل الله الى "اننا في هذا المجال، لن نتوقّف عند مصداقيَّة أيّ من تقارير الأجهزة الأمنيّة، أو أي من القرارات القضائية، ونترك ذلك للأيام اللاحقة لتكشف الحقائق، ولكن ما يهمنا هو التأكيد على ضرورة الحفاظ على صدقية الأجهزة الأمنية ونزاهة القضاء، وإبعادهما عن الشبهات والدسائس والتداخلات السياسية وغير السّياسيّة، فإنَّ ما جرى أدخل الخوف والرّعب في نفوس المواطنين، وسيجعل كلّ مواطن يخشى أن يحصل له ما حصل في هذه القضية"، داعياً إلى "متابعة هذه القضيّة، وكشف غموضها للناس، ودراسة السبل الآيلة إلى منع تكرارها، حتى تستعيد ​القوى الأمنية​ والقضاء صدقيتهما، حفاظاً على ما تبقى من هيبة الدولة والمؤسّسات الحساسة".

كما طالب ​الشباب اللبناني​، بـ"الإسراع في إيجاد حلٍّ لموضوع ​القروض​ السكنّية السابقة والمستجدة بعد قرار ​المصرف المركزي​ تجميد هذه القروض، والتي إن لم تعالج، فستترك آثارها وتداعياتها على أمن المجتمع اللبناني واستقراره، وكلّنا يعرف أن هذا هو السبيل الوحيد لشراء بيت سكن لدى الشباب والكثير من اللبنانيين".

وذكر أنه "نطلّ على عدّة مناسبات في هذا الأسبوع، المناسبة الأولى هي عيد المعلم، التي نتوجّه فيها بالتبريك والتهاني إلى مربي الأجيال وباني عقولهم، شاكرين لهم بذلهم وعطاءهم وجهودهم، ونحن نعرف حجم الجهد الذي يبذلونه، ونقول لكم من حقّكم أن تنصفوا، وأن يبادل إحسانكم بإحسان، ولكن إن لم ينصفكم مجتمعكم ودولتكم، فسينصفكم الله بعطائه والأجيال التي ربيتموها، والمناسبة الأخرى هي يوم المرأة العالمي الَّذي نعيد فيه التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به المرأة الأم، والمرأة الزوجة، والمرأة الإنسان في الحياة، لقد أثبتت المرأة أنها قادرة على خوض كلّ الميادين التي يحتاجها المجتمع في نهوضه، ومن مسؤولية المجتمع الحريص على طاقاته، أن لا يكون عقبة أمام تفعيل هذا الدور، كما على المرأة أن لا تسمح لأحد بأن يصادر دورها ويضيع طاقاتها في غير موقعها الصحيح، والمناسبة الأخرى الأليمة هي ذكرى مجزرة بئر العبد الّتي تعيدنا بالذاكرة إلى تلك المجزرة الرهيبة التي أرادت استهداف سماحة السيد رض، لولا رعاية الله له، والتي أصابت الناس الآمنين والنساء العائدات آنذاك من صلاة الجمعة، وكانت تهدف إلى تغييب باعث روح المقاومة وأب المقاومين وكهفهم الحصين، وإسكات الصوت الرسالي والوحدوي، والخطاب العقلاني الواعي، والمواقف الحرة والجريئة التي لم يتحملوها وأخافتهم بتداعياتها وآثارها".

وختم بالقول "اننا في هذا اليوم، نتوجه بالرحمة إلى كل الذين ارتقوا بأرواحهم إلى بارئهم، وإلى روح سماحة السيد رض، مؤكدين أن هذه الكلمة الحرة والواعية التي أنتجت مقاومةً وانفتاحاً، ستبقى وستستمر رغم كلّ التضحيات والتحديات". (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.