وفقا لتقرير الموقع الإعلامي "آستان نيوز" ألقى سماحة السيد إبراهيم رئيسي كلمة في مراسم خطبة سماحة السيد قائد الثورة بمناسبة النوروز وبداية العام الهجري الشمسي الجديد، وقد أقيمت هذه المراسم في رواق الغدير في الحرم الرضوي الشريف بمشاركة جموع غفيرة من الزائرين والمجاورين، سماحة السيد رئيسي قال في كلمته: في ها العام نستقبل أربعة أنواع من الربيع، وكلّ واحد منها يستدعي شكر الباري تعالى وحمده، أولها شهر رجب؛ شهر العبادة والطاعات، وثانيها الزيارة في شهر رجب، وثالثها ربيع الطبيعة، وربيع الولاية رابعها.
وأضاف عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام: اليوم ينتظر المؤمنون وليس فقط أهالي مشهد مدينة مشهد وخراسان وإيران بل جميع أمّة الإسلام ينتظرون سماع خارطة طريق عام كامل من مولاهم ومقتداهم، وهذا بحق ربيع يستلزم الحمد والشكر.
ولفت سماحته إلى أنّ مسألة الاهتمام بالزائرين وتسهيل أمر الزيارة هي من أوائل المسائل التي أكدّ عليها سماحة السيد القائد في مرسوم تعيين متولي العتبة والذي غدا ميثاقا لعمل العتبة مؤلفا من سبع مواد، وبناء عليه بذلت جهود كبيرة في سبيل تحقيق زيارة ميسرة وكريمة للحرم الرضوي الشريف.
*تشرف أكثر من ستمئة ألف زائر بالزيارة للمرة الأولى
وأضاف: بادرت العتبة الرضوية المقدسة وبالتعاون مع مؤسسات الثورة الإسلامية خلال العامين الفائتين إلى المساعدة في تأمين زيارة 600 ألف مواطن جميعهم يزورون حرم الإمام الرضا(ع) للمرة الأولى، أو أنّه مضت سنوات طوال على آخر زيارة لهم لمدينة مشهد والحرم الشريف.
وتابع شارحا للأنشطة التي قامت بها العتبة في سبيل المساعدة في تسهيل أمر الزيارة؛ حيث قال: من الإجراءات التي قمنا بها على هذا الصعيد تأمين أمكنة مناسبة لنزول زوار الإمام الرضا(ع) من الفقراء وذوي الدخل المحدود، وفي هذا الإطار بدأنا بتنفيذ مشروعين مهمين؛ هما: مدينة الزائر الرضوية، ومجمع إسكان الزوار، وتمّ الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من كلا المشروعين، لتوضع في خدمة الزوار.
*توسعة الحرم الرضوي الشريف بمساحة أكثر من ثلاثين ألف متر مربع
وأشار سماحته إلى التوسعة المكانية التي شهدها الحرم الشريف والتي بلغت أكثر من ثلاثين ألف متر مربع، وأضاف: المهمة الأساس للعتبة الرضوية المقدسة هي المجال الثقافي، وفي هذا الإطار تم القيام بالكثير من النشاطات والأعمال داخل الحرم الشريف وخارجه.
ونوّه سماحته بقسم الإجابة عن الأسئلة الدينية في الحرم الشريف، وأوضح أنّ هذا القسم الذي شهد ازديادا في أعداد المراجعين بنسبة أربعين بالمئة يقدم إجابات وافية عن أسئلة المراجعين في مختلف مجالات المعارف الدينية والاجتماعية التربوية؛ كالاستفسارات والفتاوى الفقهية والأسئلة العقائدية، والاجتماعية والسياسية، كما أنّه تمّ تجهيز هذه المراكز بأحدث التقنيات والأجهزة الإلكترونية، كما شهدت برامج حلقات المعرفة في الحرم الشريف زيادة بلغت 45 بالمئة في العامين الفائتين.
ولفت سماحة السيد إبراهيم رئيسي إلى اهتمام العتبة الرضوية المقدسة بجميع المجالات الثقافية والأدبية من الشعر والأدب إلى فن العمارة، وقال: بعون الباري تعالى حصل هناك تطور وتحسن كبير في النشاط الثقافي والتبليغي في العتبة، ولكننا لن نكتفي بهذا المقدار، وذلك لأنّ العتبة الرضوية تمثل مرجعا لجميع موالي ومحبي أهل البيت(ع) في شتى أرجاء المعمورة.
*تأسيس اتحاد الناشطين في مجال الفنون الإسلامية
وأضاف: تمّ تأسيس اتحاد الناشطين في مجال العمارة والفنون الإسلامية في العتبة الرضوية المقدسة بهدف تهيئة الأرضية الملائمة والواسعة لتطوير وتنمية الفنون الإسلامية الفاخرة.
وقد جرى تخصيص رواق في حرم الإمام الرضا(ع) باسم "دعبل" للشعراء والأدباء، وعلى هذا الصعيد أقيم مؤتمر شعري شارك فيه أكثر من 150 شاعرا ملتزما بهدف العمل على تطوير هذا الفن الفاخر.
وقال: كان هناك جهود كبيرة ونشاط قيم في العتبة الرضوية خلال عامين في مجال العائلة والأسرة، وفي مجال الشباب قمنا بربط منظمات الشباب الرضوي بمنظمات النخب الثقافية في كامل البلاد؛ ليكون بذلك تهيئة الأرضية لبزوغ قدراتهم وإمكانياتهم العلمية والثقافية والاجتماعية.
* تأسيس مركز بحوث العتبة الرضوية في حوزة قم العلمية
وفي جزء آخر من كلمته تحدث سماحته عن تأسيس مركز بحوث العتبة الرضوية في حوزة قم العلمية، وعن وجود تعاون بين هذا المركز وبين الكثير من المؤسسات العلمية والبحثية والباحثين والعلماء والأساتذة في الحوزة العلمية في قم، ويهدف هذا المركز إلى تنسيق التعاون والعمل العلمي والثقافي بين الحوزتين العلميتين في قم وخراسان.
وتابع موضحا: يمكن لمدينة مشهد أن تمتلك استراتيجية بعيدة المدى في عملية التطوير والتطور العلمي، ويمكن أن تغدو مرجعا علميا للعالم الإسلامي وذلك لتشرف هذه المدينة بوجود مرقد عالم آل محمد(ع) فيها، وبفضل امتلاكها لحوزة علية عريقة وقديمة، وامتلاكها لجامعات متقدمة علميا، مع عدد كبير من العلماء والأساتذة والباحثين البارزين.
*أكثر من 70 ألف شخص سجلوا أسماءهم في مشروع توسعة مفاهيم الخدمة والخادم والمخدوم
وقال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام: هناك تمايز بين موقع العتبة الرضوية وبين غيرها من المؤسسات والمراكز التي تعنى بتقديم الدعم والعون للفقراء والمحرومين، وعلى هذا الصعيد أطلقنا مشروع توسعة مفاهيم الخدمة والخادم والمخدوم.
وأضاف: ببركة اسم الإمام الرضا(ع) يمكن تقديم آلاف الخدمات وفي مختلف المجالات للمحرومين والفقراء في جميع أرجاء البلاد، واليوم هناك أكثر من 70 ألف شخص يعملون في مختلف الحرف والتخصصات عبّروا عن رغبتهم في خدمة المحتاجين تحت اسم الإمام الرضا(ع)، وذلك عبر المشاركة في مشروع الخدمة والخادم والمخدوم.
وتابع قائلا: في العام الفائت كان هناك إيفاد أكثر من تسعة آلاف مبلغ ديني لمختلف مناطق البلاد، ولاسيما المحافظات والمدن التي تضم موقوفات على العتبة الرضوية المقدسة.
وأوضح أنّ المنهج الذي تتبعه العتبة المقدسة في دعمها وإعانتها للمحرومين يقوم على تمكينهم وخلق الإبداع لديهم وتوفير فرص العمل لهم، وذلك في حدود ما تتيح إمكانيات العتبة الرضوية ومواردها.
وبيّن سماحته أنّ العتبة الرضوية أوجدت في العام الفائت 100 فرصة عمل ثابت، وقال: مع تفعيل أقسام البناء والعمران في العتبة الرضوية تمّ إيجاد أكثر من 1500 فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر.
*إيفاد أكثر من 2300 مجموعة عمل تطوعي إلى المناطق المحرومة
وأكدّ أنّ البلاد يمكن أن تحل جميع مشاكلها بالاعتماد على طاقات شبابها وإبداعهم، من دون الحاجة إلى انتظار المساعدة والدعم من الخارج.
وقال: تعلمنا من التجارب ومن تاريخ الثورة الإسلامية أنّه عندما توكل الأمور إلى الشعب فستكون النتيجة الفلاح والنجاح وتحقيق التقدم والتطور والازدهار للبلاد.
ولفت سماحته إلى نشاط آخر تقوم به العتبة الرضوية المقدسة وهو إيفاد مجموعات وفرق العمل التطوعي إلى المناطق المحرومة من البلاد؛ حيث كان هناك في العام الهجري الشمسي الفائت إيفاد أكثر من 2300 فرق عمل تطوعي في مختلف المجالات العمرانية والطبية والثقافية، وكان الجزء الأكبر من أفراد تلك الفرق من طلاب الجامعات والحوزات العلمية، وقد كان لهذه المبادرات عظيم الأثر والكثير من الخدمات المفيدة والبركات للمحرومين.