في إجراء حرّك مؤيّدي التيار في بريطانيا، حيث هاجموا السفارة الإيرانية في لندن، في خطوة استنكرتها الجمهورية الإسلامية بشدة، وأبلغت اعتراضها للسفير البريطاني في طهران.
للوقوف عند أبعاد ما حدث، وتسليط الضوء على الفكر الطائفي الذي يسير عليه هذا التيار، أجرى موقع الوقت الإخباري اتصالاً هاتفياً مع إمام مسجد القدس والأمين العام لاتحاد علماء المقاومة في لبنان، فضيلة الشيخ ماهر حمود.
في بداية كلامه قال الشيخ حمود: “الوحدة الإسلامية من أهم أولوياتنا، ونرى أن هذا التيار الشيرازي بسبب ما نسمعه من محاضرات ومنشورات، على لسان أنصاره وعلى رأسهم ياسر الحبيب وأمثاله، كل ذلك يؤذي فكرة الوحدة الإسلامية بل يلغيها تماماً، ولا يترك مجالاً للتفاهم الإسلامي- الإسلامي، وبنفس الوقت، ومن منظور محايد، نرى أن موقفه من الثورة الإسلامية والإمام الخميني والسيد الخامنئي مرفوض تماماً، لأننا إسلامياً ووطنياً نحترم مواقف الإمامين الخميني والخامنئي لأنهما جعلا فلسطين ووحدة المسلمين ومواجهة الاستكبار في مقدمة الأهداف الإسلامية، وهذا ما يمكن أن يوحد المسلمين، ولو بعد حين.”
وتابع الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة في لبنان: “أما أن تهاجم الثورة الإسلامية لأنها ترفع هذه الشعارات الوحيدة التي يمكن أن تفتح باباً لتوحيد المسلمين، فنحن نرفض ذلك تماماً، ونؤكد أن من يفعل ذلك لا بدّ، وكما تدل الوثائق، أنه مرتبط بالجهات الغربية، والمخابرات الأمريكية والبريطانية، بل الإسرائيلية أيضاً، لأننا نعلم تماماً أن أولوية السياسة الصهيونية في المنطقة هي التفريق بين المسلمين، وإشعال الفتنة حيث ما تستطيع، وهذا ما استطاعوا أن يفعلوه خلال السنوات السبع الماضية، حيث أوهموا الجميع أن ما يحصل في سوريا هو فتنة سنية – شيعية.”
ولفت سماحته: إلى “طبيعة الفكر الشيرازي، حسبما رأيناه خلال تجربتنا الطويلة، فمن المستحيل أن يدخل في مشروع الوحدة الإسلامية، هم يرفضون الفكرة تماماً، وطبيعتهم مذهبية جداً، ويبالغون في التركيز على القضايا الخلافية بين السنة والشيعة، ويعطونها أبعاداً غير مقبولة تجعل العلاقة الإسلامية الداخلية شبه مستحيلة.”
كما نصح أنصار التيار الشيرازي أن “ينتبهوا للعلاقات، وأن ينظروا إلى سيرة ياسر الحبيب مثلاً، حيث قبض عليه في الكويت، بسبب إثارته للفتنة، فتدخّلت الحكومة البريطانية وأخرجته وأعطته حقوقاً كبيرة في بلدها، سواء في النشر أم إنشاء التلفزيونات، وهذا ينطبق على كثيرين غيره، فعدد التلفزيونات التابعة لهذا التيار خيالي فيما يدل على وجود أكثر من جهة خلفها، لا بدّ أن هناك دولة أو جهات تعطيهم هذه الأموال الهائلة، فضلاً عمّا سمعناه عن غيره من شخصيات يقولون إنهم ينتمون لهذا التيار وكل ذلك موجود في وسائل التواصل الاجتماعي، ويحدث ضجيجاً كبيراً.”
وأكد الشيخ حمود: “نحن نهيب بالجميع أن ينتبهوا إلى خطورة ما يفعله هذا التيار، حيث يؤثر سلباً على وحدة المسلمين وأهدافهم الكبرى.”
وأضاف سماحته: “نحن بالمقابل نجلّ السيد خامنئي من أن تكون قراراته كما وصفها الشيرازي نابعة عن نزوة أو عن أنانية أو فرعونية مزعومة، نحن نعرف هذا الإمام الجليل منذ بداية الثورة، منذ 40 عاماً تقريباً، ورأيناه في كل الملمات ينظر إلى الأمور نظرة شمولية، ويدقق كثيراً في الأدلة الشرعية حتى يصل إلى الموقف الشرعي المطلوب.”
وأردف قائلاً: “لقد حاورته شخصياً عامي 1981 و1982، قبل أن يكون رئيس جمهورية وبعدها، كما حاورته بعد أن أصبح قائداً ورأيت فيه نفس الشخص الذي لم تغيره المناصب ولم يغير فيه العمر. ما سمعته منه عام 1981 هو تقريباً نفس الذي نسمعه الآن عندما نسمع كلامه في المناسبات، أو في رسالته الجوابية التي أرسلها لنا في مؤتمرنا الأخير، وأيضاً في المراسلات التي تحصل بيننا وبينه. هذا رجل نجلّه كثيراً عن مثل هذه الأوصاف الخبيثة السيئة، هذا رمز من رموز الإسلام المعاصر، حتى لو كنا نختلف في المذهب، بأحاسيسه ومرتكزاته الفقهية ونظرته المستقبلية وشعوره بالخطر على المسلمين جميعاً، وحديثه عن الجميع أيضاً، وهذا همّه العام، أطال الله عمره وبارك بهمّته وإنجازاته.”
وحول الدفاع المقدس ختم إمام مسجد القدس: “نحن قلنا ونقول لجميع الفئات اللبنانية التي أدانت تدخل حزب الله في سوريا، أو أدانت الحشد الشعبي في العراق، أنه لولا هذا التدخل لكانت داعش والنصرة موجودة في بيروت وجونية حتى، كما قال البطريرك الراعي. نؤكد أن هذا القرار كان قراراً صائباً وفي محلّه ولم يكن هنالك أي طريقة أخرى لمواجهة الخطر الداعشي وأمثاله، إلا بالدفاع المقدس الذي أفتى به سماحة السید خامنئي، والسيد السيستاني في العراق، وهذا الحشد كما الدفاع المقدس بعيد عن كل معاني المذهبية التي يريدون إلحاقها به.”