وفي كلمة له خلال ندوة في قاعة الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم في النبطية حول التحديات التي تواجه القدس شدَّد فضل الله على أنَّنا معنيون بالقدس، لأنَّها تمثّل هذه الصورة النموذج، هي الصورة الجامعة للأديان.. ونحن لا نرى الأديان إلا كذلك.. فالأديان جاءت لتجمع الناس، لتوحّدهم.. ولأن القدس عنوان الوحدة، فالعدو يعمل على تحطيم هذه الإرادة الإسلامية المسيحية الواحدة، وهدم كل المعالم الدينية المقدسة والآثار التاريخية التي تؤكّد هذه الوحدة الإيمانية بين المسلمين والمسيحيين".
ولفت إلى أنَّ القدس الآن تذوب في بحر الاحتلال، ويساهم في ذلك عاملان؛ الأول هو التخاذل العربي والإسلامي، رغم أنَّ كل القوانين الدولية تؤكّد حق الفلسطينيين بالقدس، وعدم وضع استراتيجية لتحرير المدينة ومجابهة خطر التوسع الصهيوني. والأمر الثاني هو الدعم الذي يحظى به الكيان الصهيوني من الغرب والشرق، والذي أمَّن التغطية لكلّ جرائمه بحقّ القدس والفلسطينيين.
وأشار فضل الله إلى أنَّ ما فاقم أوضاع القدس هو دخول العالم العربي، وحتى الفلسطينيين، في نزاعات شتّت قدراتهم وغيَّرت وجهتهم، بحيث لم تعد وجهتهم الحقيقيَّة إلى فلسطين، بل إلى هذا البلد العربيّ أو الإسلامي، أو إلى هذا المذهب أو ذاك.. وهذا الدّين أو ذاك.. والسّعي متواصل لاستبدال القدس بغيرها من القضايا.وأعرب فضل الله عن ثقته بالشعب الفلسطيني، وقدرته على تجاوز محنته، ومعه الشعوب والدول العربية والإسلامية، التي من واجبها أن تدعم هذا الشعب، لا لحسابه فحسب، بل لحسابها، لأن السماح لهذا الكيان بتثبيت احتلاله وعبثه بالمقدسات، سيمهد الطريق للعبث في الداخل العربي والإسلامي.. فهو كيان لم يحدد بعد حدوده، تاركاً ذلك لقوة جيشه. (۹۸۶/ع۹۴۰)