وفقا لتقرير الموقع الإعلامي آستان نيوز قال سماحة السيد إبراهيم رئيسي في كلمة له في مراسم ليلة يوم وفاة السيد زينب(س) وتكريم شهداء الدفاع عن الحرم والتي أقيمت في رواق الإمام الخميني(ره) في الحرم الرضوي الشريف: بيّن الباري تعالى في القرآن الكريم أنّ سنة ابتلاء الناس بالامتحانات هي واحدة من فلسفات الخلقة.
وأضاف: لو توجه البعض إلى الباري تعالى بالدعاء بأن لا يبتليهم أو ألا يمتحنهم فإنّ مثل هذا الدعاء لن يكون مستجابا، أما لو دعوا بأن يخرجوا من الامتحانات والبلاء موفقين وناجحين فهذا الدعاء سوف يُستجاب.
وأوضح عضو مجلس خبراء القيادة أنّ جميع الأنبياء والرسل تعرضوا للامتحان والابتلاء، وقال: إنّ الصبر والصمود والثبات هي من الأمور التي يمكنها أن تساهم في تيسير الابتلاءات والامتحانات الصعبة عند الإنسان.
وأشار سماحته إلى حياة أولياء الباري تعالى قائلا: وصل سيدنا إبراهيم(ع) في حياته المباركة إلى مقامات العبودية والنبوة والرسالة والإمامة، وخرج ناجحا ومسددا من جميع الامتحانات والابتلاءات الإلهية، وإنّ رمز النجاح في الابتلاءات الإلهية هو الصبر.
ولفت متولي العتبة الرضوية المقدسة إلى أنّ الصبر والجلادة يمكن أن يكونا خير معين للإنسان في النوائب والمصائب، ويمكن أن يشكلا فرصة لتكامل الإنسان وسموه الروحي، وقال: لو ظهر الصبر مجسما لتجسم في الإمام الحسين(ع)؛ حيث تخبرنا الروايات أنّ الكائنات حارت في صبر الحسين(ع).
وأضاف: لقد مثلت السيدة زينب(س) أنموذجا ساميا للصبر والحلم، وقال: لقد أوصلت زينب الكبرى(س) رسالة عاشوراء إلى جميع الأزمنة والأجيال، ولولا صبر زينب(س) ولولا صمودها ومقاومتها لما كان لدينا اليوم عاشوراء.
وأكدّ سماحته أنّ روح المقاومة والثبات لدى المجاهدين الفاطميين والحيدريين كانت سببا في انتصارهم في ميادين الجهاد، وقال: العدو أراد ولم يستطع، ونحنا أردنا واستطعنا، ونحن رسخنا في أرض الواقع في المنطقة شعار "نحن نستطيع".
وتابع متولي العتبة الرضوية المقدسة قائلا: حركة داعش التكفيرية كانت ترتكب الجرائم والفظائع بواسطة الأموال التي تقدمها السعودية والمعلومات التي تقدمها الصهيونية والأسلحة التي وصلتها من الولايات المتحدة، ولا أحد كان يتصور إمكانية هزيمة داعش، ولكن هذا التنظيم الإجرامي تلقى هزيمة ساحقة على يد المجاهدين الفاطميين والحيدريين والزينبيين، وهذا النصر تحقق بفضل صفة الجلادة والصبر التي تحلى بها المجاهدون.
ولفت سماحته إلى تشكل اتحاد بين الإخوة الأفغان والإيرانيين والسوريين في عملية محاربة الجماعات الإرهابية التكفيرية، وهذا الاتحاد أدى إلى القضاء على تنظيم داعش ودولته المزعومة، هذا التنظيم الذي كان يشكل تهديدا ليس على الأمة الإسلامية فحسب بل على البشرية جمعاء.
وأكد سماحة السيد إبراهيم رئيسي أنّ العدو في السابق كان يقلق من وجود حزب الله، ولكننا نرى اليوم وجود حركات عدة في مختلف أرجاء العالم الإسلامي تسير على خطى حزب الله ونهجه؛ فقد تحولت حركة المقاومة اليوم إلى ثقافة تعمّ الأمّة الإسلامية جمعاء.
وفي جزء آخر من كلمته أشار متولي العتبة الرضوية المقدسة إلى اللقاء الأخير لعوائل شهداء "لواء الفاطميون" بسماحة السيد قائد الثورة، وقال: قبل عدة ليال التقى سماحة السيد قائد الثورة في الحرم الرضوي الشريف بعوائل شهداء "لواء الفاطميون"، في هذه اللقاء برزت الروح المعنوية العالية لعوائل المجاهدين، ولمدة ساعتين استمع السيد القائد لكلام كل واحد من الحاضرين.
وأضاف: يمكن للإنسان أن يرى أفضل نماذج الصبر والحلم عند عوائل وأسر شهداء "لواء الفاطميون"، وهذه الصفات إنما وجدت عندهم بالتأسي بالسيدة زينب الكبرى(س) وبفاطمة الزهراء(س).
وأكدّ عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام أنّ الدماء الطاهرة لشهداء "لواء فاطميون" وجميع شهداء الدفاع عن الحرم صارت سبيلا لخلاص المجتمع البشري من الجهل، وقال: أصيب المجتمع الإنساني اليوم بالجاهلية الحديثة، وهذه الجاهلية مسلحة بإمبراطوريات إعلامية وبتقنيات وعلوم حديثة، وعلى الرغم من ذلك لن تخرج عن كونها جاهلية محضة.
وأضاف سماحته: عاد الشعب اليمني اليوم إلى هويته الإسلامية الأصيلة وذلك ببركة دماء الشهداء، وبسبب هذه الهوية الأصيلة استطاع هذا الشعب الأعزل من السلاح مجابهة قوى الاستكبار والصمود في وجهها.
وختم سماحة السيد إبراهيم رئيسي كلمته بالقول: مستقبل العالم لن يكون للأسلحة الغربية ولا لخزائن الأموال عند بعض الدول بل إنّ المستقبل سوف يكون للمستضعفين ولجبهة الحق. (۹۸۶/ع۹۴۰)