وهذا مما جاء في الكلمة التي ألقاها في جمعٍ كبير من ضيوف مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الرابع عشر خلال الدعوة التي وجّهها لهم لحضور مأدبة تبركية من مضيف أبي الفضل العباس(عليه السلام).
كذلك ممّا جاء فيها: "أنّ العراق قدّم تضحيات جسام في سبيل المحافظة على وحدته وصون أرضه ومقدّساته، حيث قدّم آلاف الشهداء من القوّات الأمنيّة والحشد الشعبي وعشرات آلاف الجرحى من أجل هذا المبدأ، والحمد لله فقد أفشلوا جميع الرهانات على هذا البلد وردّوا كيد الإرهابيّين الدواعش الى نحورهم، وخرج العراق أبيّاً مرفوع الرأس والهام ودفع خطراً كبيراً ليس عليه فحسب وإنّما على كافّة دول المنطقة، وإنّ الشعب العراقي الآن قويّ ومتفائل رغم كلّ المخاطر والظروف المحيطة به، فأهلاً وسهلاً بكم في بلدكم الثاني العراق الذي نأمل أن تكون أيّامه القادمة أفضل، ونتمنّى أن يتجدّد اللّقاء بكم".
من الجدير بذكره أنّ السيّد الصافي قد بيّن في حديثٍ سابق له: "هناك عاملان مهمّان ساعدا العراق على أن يتعافى، العامل الأوّل: هذه الفتوى المباركة التي تمثّل الامتداد التاريخيّ العميق للنجف الأشرف، والعامل الثاني: الاستجابة السريعة التي تكلّلت بهذا النجاح الباهر والقياسي في أنّ العراق يطرد أعتى ما يُمكن أن نسمع أو نقرأ عن وحوش بشريّة، هؤلاء لا يرقبون فينا إلّاً ولا ذمّة وفعلوا ما فعلوا.
واليوم هناك أعداد من الشهداء، إذن لابُدّ أن تكون هذه للتاريخ عبرة لعلّ أكثر من (8.000) آلاف شهيد -وأنا أتكلّم عن الحشد- وأكثر من (22.000) جريح هؤلاء عندما أقدموا على ما أقدموا عليه كانوا مطمئنّين أنّ من ورائهم هذا الإطار الشرعيّ وهذه الفتوى المباركة، حتّى أنّ بعضهم فقد طرَفَيْه وعندما تكلّمت معه كان مبتسماً جدّاً وقال: هذه الفتوى جاءت لنا رحمة، كنّا نحلم بها. وقد فقد طرفيه وتجده متفانياً ولا يندب نفسه، وهذا المعنى في نفسه ونفوس غيره". (۹۸۶/ع۹۴۰)