وفي حديثه اليوم الاحد خلال درس خارج الفقه في مسجد "اعظم" بمدينة قم جنوب العاصمة طهران قال آية الله مكارم شيرازي، انه في عهد الشاه حيث بلغت النقاشات الثورية الذروة وجهت الحكومة للحوزة العلمية مقترحا بان تتحول قم الى دولة مستقلة كالفاتيكان وتكون تحت تصرف مراجع الدين والعلماء وان تعترف به رسميا ليكون لها مجلس تشريعي وان تبعث بمالها المستقل مندوبين الى جميع دول العالم.
واضاف، لقد كان هدفهم من وراء ذلك هو فرض العزلة الكاملة على المرجعية والحوزة، لذا فان هذا المقترح رفض بشدة من جانب العلماء.
وتابع قائلا، انه لو حدث مثل هذا الامر لكان بمعنى انه لا يحق لمراجع الدين والعلماء ابداء الراي حول ايران لانه كان يعد في مثل هذه الحالة تدخلا من قبل دولة اجنبية في شؤون ايران.
واعرب عن الاسف لما صرح به البعض اخيرا في هذا الصدد قائلا، اننا لا نحمل على سوء الظن بل نعتبر مثل هذا الكلام نابعا من عدم الوعي حيث يقومون باثارته في الاجواء الافتراضية، لكننا وعلى النقيض من ذلك نقول بان المرجعية متعلقة بالمسلمين الشيعة والعالم الاسلامي كله وبامكانها التذكير بمصالحهم ومنافعهم والاخطار التي تهددهم.
واضاف المرجع الديني آية الله مكارم شيرازي، انه حينما كانوا يقولون لنا ما شانكم بالبحرين وسوريا واليمن كنا نقول لهم بان المرجعية لا حدود خاصة لها وان مقلدينا موجودون في جميع الدول ومن حقنا التذكير بمصالحهم وان نشعر بالقلق لهواجسهم، فاين هذه العقيدة من عقيدة تحول قم الى فاتيكان.
واوضح بانه يذكّر المسؤولين دوما بان لا ينظروا الى مدينة قم كمدينة عادية بل بصفة انها متعلقة بالعالم الاسلامي كله وان سمعتها هي سمعة عالم التشيع.
وقال آية الله مكارم شيرازي، ان قم تعتبر من حيث الحوزة العلمية منقطعة النظير في العالم الاسلامي ونامل بان يبقى هذا المركز الاسلامي والشيعي في مكانته المرموقة في العالم الاسلامي لا كدولة مستقلة كالفاتيكان. (۹۸۶/ع۹۴۰)