تحدث حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمود الفياض في مراسم اقيمت بمناسبة الاعياد الشعبانية بمؤسسة الامام الحسين (ع) في لندن حول الاهتمام بحياة علماء الدين ومراجع الدين الشيعة وجهودهم الحثيثة.
واكد الفياض وهو نجل المرجع الديني آية الله الشیخ محمد اسحاق الفياض في هذا الاحتفال الذي شارك فيه حشد من الشيعة الافغان المقيمين في بريطانيا، اننا كلنا مسلمون وشيعة، لكن هل سألنا انفسنا كيف استطاع التشيع ان يبقى سليما ونزيها الى الان، معتبرا اننا لم نقدر علمائنا حق قدرهم كما يجب.
واضاف الشيخ محمود الفياض ان علماء الدين الشيعة هم الذين يتولون حماية المذهب وقد بذلوا جهودا مضنية وتحملوا الكثير من الصعاب لانهم ارادوا ان يبقوا مستقلين. وبناء على ذلك فان الحوزات العلمية ومنذ عهد المغفور له الشيخ الطوسي الذي اسس حوزة النجف الاشرف قبل الف عام، بقيت مستقلة الى الان ولا تنتمي أو تتبع الحكومات او الجماعات، وهذا الاستقلال لم يتحقق الا من خلال تحمل الضغوط والصعاب.
ونقل ذكريات عن والده (المرجع الشیخ محمد اسحاق الفياض) وقال ان والدي ذكر انه عندما اتى الى النجف الاشرف قبل نحو سبعين عاما، لم تكن مرتبات شهرية تدفع لطلبة العلوم الدينية، وكان المغفور له المرجع آية الله البروجردي يعطي رغيف الخبز للطلبة فقط، وكان الخبز يكفي لمدة اسبوعين فحسب، لكننا لم نكن نهتم بمسالة الاكل وهوامش الحياة، وكان هدفنا الدراسة وتحصيل العلم وخدمة الدين والمذهب، ولم يكن همنا ان نبلغ يوما مقام المرجعية بعد سلوك مراتب العلم، فلم يكن هكذا شيء يخطر ببالنا.
وتابع ان والده قال انه كان في خدمة المرجع آية الله الخوئي لمدة خمسة وثلاثين عاما، لكنه لم يسمع ولو لمرة واحدة خلال كل هذه السنين، ان يتحدث ذلك المرجع الديني ضد شخص موضحا ان هناك الكثير من هذه المسائل التي لا يسع المجال هنا لذكرها، لكنه قال: اني اريد ان اقول هنا ان هناك قوى في الظروف الحالية تعمل لتقليص نفوذ مراجع الدين بين الجماهير، لانها تعرف جيدا نفوذ المراجع بين الناس.
ومضى نجل المرجع الديني الفياض يقول اننا شاهدنا خلال السنوات الاخيرة الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق لكن فتوى واحدة من المرجع آية الله السيستاني دفعت الالوف بل مئات الالوف من الشبان الى التعبئة الى ان استطاعوا القضاء على داعش.
واضاف ان مراجعنا الدينيين لا يملكون سلاحا ولا جيشا، بل لهم نفوذ في قلوب الناس. ان علماءنا هم بركتنا واستطاعوا الحفاظ على المذهب ليكون معتدلا وبعيدا عن التطرف، وحفظ الاعتدال في المذهب يعد انجازا ضخما، لكن الدول الكبرى تسعى اليوم للتاثير على هذا المقام. وأحد هذه السبل هو ان يدعي اي كان المرجعية.
واكد اننا يجب ان نتحلى بالوعي ولا نصدق مزاعم اي شخص يدعي المرجعية، لان مقام المرجعية هو مقام كبير للغاية ويتمتع بميزات وخصائص اتت على ذكرها الروايات. واحدى هذه الخصائص هو الابتعاد عن الاهواء النفسانية التي تجعل لكلام هذا المرجع الديني نفوذا لدى الناس. (۹۸۶/ع۹۴۰)