وبحسب موقع العتبة الرضوية المقدسة " آستان نيوز" أن سماحة آية الله السيد إبراهيم رئيسي شارك في المراسم الختامية لمؤتمر " دور الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية " الدولي، وألقى فيه كلمة بيّن فيها الدور الكبير للإمامين الباقر والصادق (ع) في نشر وتبيين العلوم والثقافة الإسلامية، وفي تنوير الفكر العام، وتفسير آيات القرآن الكريم، وقال: تم القيام خلال الأعوام الأخيرة بأعمال جيدة جدا في مجال العلوم العقلية، وتفسير القرآن الكريم، والفقه، والأصول، وذلك ببركة انتصار الثورة الإسلامية.
واعتبر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الفرق بين العصر الراهن والقرون الإسلامية السابقة هو حاكمية الفقه على المجتمع الإيراني، قال: يختلف اليوم عن سابقه وعن عصر العلماء الكبار أمثال صاحب الجواهر، والشيخ الأنصاري، في أن الفقه لم يكن حاكما في أي عصر، ولم تكن كافة أبعاد المجتمع وفقا للأصول والمباني الفقهية، أما اليوم فالفقه يحكم المجتمع، وهناك الكثير من الأسئلة التي توجّه للعلماء، والمثقفين، والجامعيين، وطلاب العلوم الدينية، وعليهم الإجابة عنها بالاستفادة من الفقه الجعفري الصانع للحضارة.
وأكد سماحته على وجوب تحرك الحوزات العلمية، والجامعات، بخطوات أكثر وأفضل فيما يتعلق بالمسائل الفقهية الجديدة.
التقدير الإلهي للهجرتين الكبيرتين في التاريخ الإسلامي
قال متولي العتبة الرضوية المقدسة: إن هجرة النبي الأعظم (ص) من مكة إلى المدينة، وهجرة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) من المدينة إلى مرو، تقدير وتخطيط إلهي ينصب في جهة تحقيق الحضارة لإسلامية، وكأنه من المفترض أن تقوم الحضارة الإسلامية في العالم على أساس التعاليم النبوية والرضوية.
وقال عضو مجلس خبراء القيادة: الحضارة التي تحققت ببركة اسم الإمام الرضا (ع) في المنطقة واضحة جدا، فمن بركات هجرة الإمام الرضا (ع) إلى خراسان كان تشكيل شبكة ممثلين في العالم الإسلامي، تأسيس مراكز كبيرة لمحبي أهل البيت (ع)، تربية 318 تلميذ بارز كل منهم صار عالما مؤثرا في التاريخ الإسلامي، والإجابة عن 15 ألف سؤال فقهي واسلامي صارت اليوم كنزا قيما للعلوم الإسلامية.
وأضاف: من البركات الأخرى لهجرة الإمام الرضا (ع) إلى خراسان توافد أبناء الأئمة (ع) الذين يسطع نورهم كالنجوم في هذه المنطقة، وكانوا منشأ لكثير من الخير والبركة في مجالات العلوم الإسلامية.
وقال: اليوم نحن مدينون لعلم الإمام علي بن موسى الرضا (ع) ابتداء من الفقه والحكمة وحتى الفلك والرياضيات بصفته عالم آل محمد (ص) وقد أقر المخالف والموالف بأنه وارث علوم الأنبياء (ص).
الإمام الرضا (ع) حليم عند سماع كلام الآخرين
واعتبر دور الإمام الرضا (ع) في المجال العلمي والثقافي والحضاري قابل للدراسة والبحث، وقال: من خصائص الشخصية العلمية للإمام علي بن موسى الرضا (ع) الصبر والحلم عند استماع كلام الآخرين، والتمتع بالعلم مع الحلم، والتحلي بالحلم في المناظرات مع المخالفين، والتبيين الدقيق لمعارف التوحيد والإسلام العذبة.
وقال: الشيخ الطبرسي، والشيخ الحر العاملي، والشيخ الطوسي، والشيخ البهائي، من العلماء المؤثرين في العالم الإسلامي الذين جلسوا على مائدة علم الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، ولعبوا دورا كبيرا في نشر العلوم الإسلامية في العالم الإسلامي.
حضارة الغرب العلمية مديونة للحضارة الإسلامية
بيّن آية الله السيد إبراهيم رئيسي أن قوى الاستكبار لا تريد تطور المسلمين في العلوم والمعارف، وقال: إن قيام الحضارة العلمية في الغرب على أعمدة الحضارة الإسلامية وبالاستفادة من آثارها؛ حقيقة لا يمكن إنكارها.
وقال: يعمل المستكبرون على إبقاء المسلمين متخلفين، ويتابعون هذه السياسة عن طريق الحكام العملاء الذين أجلسوهم على كراسي الحكم في المنطقة.
إن تقدم العلم والمعرفة والفنون بين المسلمين اليوم مهم للغاية ومصيري، ويجب على الأمة الإسلامية أن تلتفت إلى ذلك وتهتم به بشكل جاد.
وأشار إلى أن قائد الثورة الإسلامية الإيرانية كان دائما مشجعا للمثقفين والعلماء والنخب في العالم الإسلامي فيما يتعلق بازدهار ورشد العلوم المختلفة، وقال: إن الاهتمام بتقدم العلوم وتقديرها يبعث الأمل بمستقبل زاهر للمجتمع الإسلامي، في جهة ظهور حضارة إسلامية حديثة على أيدي علمائه.
وقال: العتبة الرضوية المقدسة بامتلاكها مكتبة ثرية ومجمعا للبحوث الإسلامية توفر مكانا مناسبا لعلماء وباحثي العالم الإسلامي من أجل القيام بأبحاثهم ودراساتهم. (۹۸۶/ع۹۴۰)