وبحسب وكالة تسنيم الدولية للانباء ان قائد الثورة الاسلامية أشار خلال استقباله رؤساء السلطات الثلاث وحشد من كبار المسؤولين في ايران، الى العداء الامريكي الجوهري والمستمر لنظام الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني، مؤكدا ان هزيمة امريكا سيكون حتمياً ولاشك فيه في حال قيام المسؤولين الايرانيين بمهامهم على اكمل وجه.
وركز سماحته في خطابه هذا على "التصرف السليم تجاه امريكا والاتفاق النووي واوروبا" و"ضرورات الحركة الاقتصادية داخل البلاد" منوها الى التجربة المعبرة في العلاقات الايرانية الغربية، مشيرا الى الضمانات الضرورية الي ستقدمها اوروبا لاستمرار الاتفاق النووي.
وأضاف، منذ بداية الثورة ولحد الآن قامت اميركا بمجموعة من الاعمال العدائية لضرب الجمهورية الاسلامية، ونظمت انواعا مختلفة من الاجراءات السياسية والاقتصادية والعسكرية والدعائية ضد الجمهورية الإسلامية.
واشار سماحته الى ان الممارسات الاميركية كانت تستهدف تقويض نظام الجمهورية الاسلامية، مؤكدا ان جميع هذه المؤامرات باءت بالفشل، ولفت الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية في الوقت الحاضر تمضي قدما الى الامام بامتلاكها امكانيات متنوعة،
واضاف: ان الرئيس الاميركي الحالي لن يكون مصيره افضل من اسلافه من امثال بوش والمحافظون الجدد وريغان، وسيختفي في طيات التاريخ.
واكد قائد الثورة الاسلامية على ضرورة اخذ الدروس والعبر من التجارب السابقة، مضيفا : "من جَرّب المُجرّب حَلّت به النّدامة".
وتطرق سماحته الى عدة تجارب واجهتها ايران وهي مهمة لاتخاذ القرارات في الوقت الحاضر وايضا بالنسبة للاجيال القادمة،
واضاف، ان حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية لا يمكنها التعامل مع اميركا، لماذا؟ لان اميركا لا تلتزم بتعهداتها، وهذه ليست مختصة بالحكومة الاميركية الحالية وترامب، فالحكومة الاميركية السابقة تحادثت معنا ونقضت الاتفاق بشكل آخر، فهم قد وجهوا التهديدات وكذلك لم يفوا بتعهداتهم، وهذا جواب الذين قالوا مرارا لماذا لا تتفاوض ايران مع اميركا.
وتابع، عداوة اميركا لا تتمحور حول قضية مل القضية النووية بل هي اوسع من ذلك، فنظامنا ناهض ولا يأبه لاميركا، ويرفع راية الاسلام، فاميركا تعارض بشدة مثل هذا النظام، وتريد القضاء على مقومات القدرة في الجمهورية الاسلامية.
ونوه الى ان الصمود في مواجهة اميركا سيجبرها على التراجع، فاعتراف الامم المتحدة بحق ايران بالتخصيب ليس ناجما عن التفاوض، بل سببه تطور ايران في المجال النووي، لذلك قبلوا بذلك مرغمين.
وأضاف، ليست لدينا مشكلة مع اوروبا لكن هذه البلدان الثلاثة (بريطانيا وفرنسا والمانيا) اثبتت انها تؤيد اميركا في القضايا الاكثر حساسية، فالحركة القبيحة التي قامت بها فرنسا بلعب دور الشرطي السيئ في المفاوضات النووية والعراقيل التي وضعها الانجليز امام انتاج الكعكة الصفراء هما من هذه الحالات.
واكد سماحة القائد على ضرورة عدم الوقوع في نفس الخطأ مرة اخرى، والاستفادة من التجارب السابقة، محذرا من ان اوروبا لن تعارض اميركا في قضية الاتفاق النووي.
واعلن قائد الثورة الاسلامية شروط الجمهورية الاسلامية الايرانية لمواصلة الاتفاق النووي مع اوروبا، قائلا، البلدان الاوروبية الثلاث نكثوا بتعهداتهم قبل نحو 14 عاما في المفاوضات النووية التي جرت عامي 2004 و2005، ولم يفوا بوعودهم، يجب ان يثبتوا اليوم أنهم لن يكونوا غير أمناء وناقضي عهود، في العامين الماضيين نقضت اميركا الاتفاق النووي مرارا والتزم الاوروبيون الصمت، يجب على اوروبا التعويض عن صمتها.
وأضاف، يجب على اوروبا ان تتعهد بان لاتطرح قضية البرنامج الصاروخي والنفوذ الاقليمي للجمهورية الاسلامية الايرانية، ويجب على اوروبا مواجهة اي حظر ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وان تتصدى بكل صراحة لاجراءات الحظر الاميركية، ويجب على اوروبا ضمان مبيعات النفط الايراني بشكل كامل، بحيث اذا اراد الاميركان توجيه ضربة الى مبيعات النفط الايراني، ينبغي ان نتمكن من بيع كميات النفط التي نريدها، ويجب على الاوروبيين التعويض بشكل مضمون وشراء النفط الايراني.
وتابع، على المصارف الاوروبية ضمان المعاملات التجارية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، ليست لدينا مشكلة مع الدول الاوروبية الثلاث، لكن ليست لدينا ثقة بها، وذلك بسبب ماضيهم.
واردف قائلا، اذا تقاعس الاوروبيون في الاستجابة لمطالبنا، فايران تحتفظ بحق استئناف الانشطة النووية، وعندما نرى ان الاتفاق النووي عديم الفائدة، فاحدى الطرق هو العودة لاستئناف الانشطة المعطلة.(۹۸۶/ع۹۴۰)