وشدد على ان احترام الشّعب اللبناني يقتضي اعتبار هذه الوعود برامج عمل من الَّذين أطلقوها للوفاء بها.. وعلى الأقل أن يرى الشّعب أنهم سيسعون إلى ذلك، وهو لن يحمّلهم أكثر من طاقتهم. إنَّ على الَّذين يتسلَّمون مواقع المسؤولية النيابية أن لا يعتبروا المواقع التي وصلوا إليها امتيازات خاصَّة منحت لهم، أو للكتل السياسية التي ينتمون إليها، فهي مسؤولية، وعليهم أن يؤدوا مسؤوليتهم في أن يكونوا معبرين حقيقيين عن آلام الناس ووجعهم وعن أحلامهم وطموحاتهم.. فهم يمثلون كلّ الناس، ولا يمثلون فقط المواقع السياسية التي ينتمون إليها، وهم لا يمثلون الذين انتخبوهم فحسب، فبعدما وصلوا إلى مواقعهم، باتوا يمثلون الجميع، وعليهم أن يعبّروا عنهم في التشريع، والرقابة، واجتراح الحلول، وتقديم مشاريع القوانين التي تلبّي احتياجات الناس، واختيار من سيتولّون مواقع السلطة التنفيذيَّة والإجرائيَّة.
ودعا العلاّمة فضل الله النواب الى أن يعتبروا أنفسهم تحت رقابة الشعب اللبناني الَّذي ندعوه إلى أن يكون دقيقاً في تعامله مع نوابه، وأن يشدّ على أيديهم إن هم أصابوا، وأن يعبّر عن عدم رضاه وسخطه إن هم أخطأوا، أن لا ينتظر السنوات الأربعة المقبلة حتى يحاسب، إن هو حاسب، بل أن يبدأ الحساب من هذا اليوم.. وهذه مسؤوليَّة وطنيَّة وشرعية، حتى لا يتحمل الشعب مسؤولية أعمال من انتخبهم، لأن سكوته هو تعبير عملي عن رضاه. (۹۸۶/ع۹۴۰)