وبحسب الموقع الإعلامي "آستان نيوز" قال سماحة السيد إبراهيم رئيسي في كلمة يوم القدس العالمي التي ألقاها في مصلى الإمام الخميني(ره) بمدينة تبريز بعيد مسيرة يوم القدس الحاشدة في هذه المدينة: انتصار الثورة الإسلامية في إيران شكل انعطافة تاريخية عظيمة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته، وحوّل حركته من حركة قومية ووطنية إلى حركة مقاومة إسلامية شعبية، وهو أسلوب نضال وكفاح الإمام الخميني(ره)، وهو في الواقع نموذج الإسلام المحمدي الأصيل.
وأضاف: لقد تعرضت الدول العربية في إطار حركتها القومية للدفاع عن فلسطين إلى سلسلة هزائم متتالية، وتشكل حرب 67 نموذجها الأبرز، ولكن بعد تأسيس المقاومة الإسلامية الشعبية بدأ عصر الانتصارات في جنوب لبنان وفي غزة، فتحرر الجنوب وتوالت الانتصارات في الحروب التي خاضتها حركات المقاومة في لبنان وفلسطين في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب الذي كان يدعي حتى الأمس أنّ دولته سوف تكون من النيل إلى الفرات، ووصل به الحال اليوم ليبني جدرانا من الإسمنت حول الأراضي المحتلة ليحمي نفسه من ضربات المقاومة.
وتابع عضو مجلس خبراء القيادة قائلا: التجربة الفلسطينية التاريخية أثبتت أنّ استعادة الحق من براثن العدو الغادر لا يحصل إلا في ميادين المقاومة الشعبية، وأنّ طاولات التنازل ليست إلا ساحات للخداع ولجعل العدو أكثر جرأة ووقاحة.
وأشار سماحته إلى معاهدة أسلو بقوله: ما هو حاصل معاهدة أسلو التي وقعت بين حركة الفلسطينيين المتعبين من الكفاح والنضال وبين الكيان الصهيوني الغاصب؟ نتيجة تلك المعاهدة أنّ الصهاينة وبدعم من الولايات المتحدة حصلوا على كل ما دوّن على أوراق المعاهدة، ولكن في المقابل لم ينفذوا أيا من البنود التي تعهدوا بتنفيذها، حتى ياسر عرفات الذي وقع على المعاهدة بعد عشر سنوات من المفاوضات تمّ حذفه من الساحة بشكل مريب.
وأضاف متولي العتبة الرضوية المقدسة: يعلن الرئيس الأمريكي اليوم أنّ لديه خطة جديدة لفلسطين، باتت تعرف بصفقة القرن، والسؤال هنا من هو الطرف الثاني الذي عقد صفقة القرن مع الولايات المتحدة؟ إنّها صفقة من طرف واحد، ويريدون فرضها على الفلسطينيين الذين يرفضونها جميعا، ومع ذلك يسميها صفقة، وهل يمكن تنفيذ صفقة تحدد مصير شعب فلسطين وأرض فلسطين دون أن يوافق عليها الشعب الفلسطيني نفسه؟! يريدون أن يقرروا نيابة عن الشعب الفلسطيني.
وقال سماحته: يريد ترامب من خلال هذه الصفقة أن يستخدم صحراء سيناء المصرية لتأسيس دولة جديدة، وسيتكفل بتمويلها الحكام الخونة في الإمارات والسعودية، ووفقا لخططهم سيعملون على توطين جزء من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في صحراء سيناء، أما بقية اللاجئين الفلسطينيين في الشتات فسوف يمنحونهم جنسيات بعض الدول؛ وبذلك يتخلص الكيان الصهيوني الغاصب من ضغوط حق العودة.
وأكد سماحته أنّ تراب يعمل على القضاء نهائيا على الهوية الفلسطينية، ويريد أن يجعل من القدس الشريف مدينة يهودية، ويريد أن يحتل جزءا من الأراضي المصرية! فيا لها من صفقة قرن!، هذه ليست صفقة وإنما هي صبٌ للوقود على نيران غضب شعوب المنطقة.
وأضاف: أوصي السيد ترامب بأن يلقي نظرة على مشاريع سابقيه من الرؤساء الأمريكيين ليعلم أنّ خطته الجديدة محكوم عليها بالفشل، فهذه الخطة لن تكون صفقة القرن بل ستكون مستنقع القرن الذي سيغرق في وحوله الأمريكيون وحلفاؤهم.
وأكدّ سماحة السيد رئيسي أنّ الاستكبار العالمي الخبيث اتفق مع آل سعود في القرن الماضي على تأسيس الكيان الصهيوني في مقابل أن يسمحوا لآل سعود بأن يحكموا الجزيرة العربية، واليوم يريدون أن يصلوا إلى اتفاق مشابه يقضي بإنهاء القضية الفلسطينية وتغيير هوية القدس الشريف في مقابل تثبيت حكم آل سلمان في الجزيرة.
وأضاف: لقد أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائدها الحكيم عن خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية بناء على مبادئ الديمقراطية وحكومة الشعب، وهذه الخارطة لا تنفع فقط في حل القضية الفلسطينية بل يمكن من خلالها حلّ جميع أزمات المنطقة في البحرين واليمن وغيرها، وهذا المبدأ هو الرجوع إلى آراء جميع من يقطن في فلسطين من مسلمين ومسيحيين ويهود؛ فهذه خارطة طريق ديمقراطية.
وفي الجزء الأخير من كلمته قال عضو مجلس خبراء القيادة: الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي عامل ثبات واستقرار في منطقة الشرق الأوسط لاسيما في منطقة غرب آسيا، ولولا الخدمات التي قدمها لمستشارون الإيرانيون في مواجهة القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية صنيعة الكيان الصهيوني لوجدنا المنطقة اليوم محترقة بنار الحروب. (۹۸۶/ع۹۴۰)