25 June 2018 - 12:00
رمز الخبر: 444282
پ
الشيخ أحمد قبلان:
زار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان منطقة بعلبك الهرمل، على رأس وفد علمائي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ضمن مساعيه الرامية إلى "إصلاح ذات البين ونبذ عادة الثأر".
 الشيخ أحمد قبلان

المحطة الأولى كانت في دارة علي حمد عبدالله في بلدة رياق، حيث التقى أعضاء لجنة الإصلاح واللقاء التشاوري، في حضور العقيد مرشد الحاج سليمان ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وقال عبدالله: "المنطقة وضعها صعب، على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والخدماتي والأمني والإنمائي، وما حصل في بلدة سرعين الفوقا في اليوم الثاني للعيد مجددا الخلاف السابق بين أهلنا آل شومان الذي آلمنا جميعا، ولكن كل الشكر لأصحاب النخوة والحمية أهالي بلدة سرعين الذين تداعوا جميعا بشكل مميز، وإلى جانبهم أهالي وفعاليات كل القرى المجاورة، إضافة إلى المساهمة الفعالة للأخوة في حركة "أمل" و"حزب الله" والعلماء الأفاضل ولجنة الإصلاح، ما ساهم بتوفير الجو الهادىء في البلدة، وبجهود الجميع متحدين تم وضع أسس لطي صفحة الخلاف، والأمور تتجه نحو خواتيمها، وتشريف سماحتك اليوم نعول عليه كثيرا لدفع الأمور نحو مزيد من الإيجابية".

وأكد أن "الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب لا يبرر الفوضى والقتل والثأر وتردي الوضع الأمني، وعندما يصار إلى توفير الخدمات والإنماء والأمن والوظائف وفرص العمل، الأمور الاجتماعية والعلاقات تتغير نحو الأفضل".

قبلان
بدوره، قال قبلان: "الطاقات والقدرات موجودة في منطقة بعلبك الهرمل، وليس لدينا مشكلة بالطاقات والوعي والتعقل والحكمة، ولكن المسألة هي كيف نستثمر الطاقات، فأساس تكريم الخالق للرسول الأكرم بالقول: "إنك لعلى خلق عظيم"، وأهل المنطقة أهل نخوة، والذي لديه نخوة بالتأكيد لديه حكمة".
وشدد على "ضرورة توفير الأمن لأبناء بعلبك الهرمل"، معتبرا أن "الأمن ليس مهمة ومسؤولية التيارات والأحزاب والحركات والناس، وإنما الأمن هو مسؤولية الدولة، والسلطة التي لا تريد أن تكون عنوانا لمصالح الناس ولا تقدم للناس الضمانات والخدمات في مختلف مناحي الحياة، سلطة لا شرعية لها". وطالب الدولة بأن "تتواجد في بعلبك الهرمل في كل مقوماتها على النحو الخدماتي والإنمائي وعلى نحو الأمن، وهذا أمر لا كلام فيه".

وتابع: "يبقى لدينا مسألة، هناك علماء وهناك مثقفون، السؤال لماذا يتخرج لدينا أجيال للأسف تخرب حياتنا وسمعتنا، اليوم المطلوب استعادة الوعي والتربية وتعزيز قدرتنا للسيطرة على أولادنا وأجيالنا، وأن نشيع الاحترام والتربية على الفضائل في بيوتنا لعوائلنا، وبأن يكون للكبير كلمة على الصغير والتنبيه من الخطأ، أي علينا إعادة النظر بطريقة تفكيرنا ووعينا وبطريقة ضبطنا للأمور، ونحن دائما بجانبكم. جئنا إلى المنطقة لنعزي أهلنا وأخواننا آل شومان، وأهلنا آل جعفر وآل الجمل، ومن المعيب أن نعزي ونسعى للصلح بين أبناء العائلة الواحدة والأهل أبناء البلدة والمنطقة الواحدة، يجب أن يصبح لدينا وعي وحكمة في هذه الأمور، فلا نسمح لسخيف أن يرتكب خطأ يزيد من مشاكل وهموم هذه المنطقة وناسها. لجهة الأمن والمطالب الإنمائية والسياسية، على إخواننا تحمل المسؤولية كاملة في هذا المجال، فأهلنا جددوا ثقتهم بنوابنا في الانتخابات الأخيرة، وهم عليهم أن ينزلوا إلى الأرض ويختلطوا بالناس، ويسعوا جاهدين لتوفير الأمن والإنماء والتنمية للمنطقة، علينا السعي لمعرفة مكامن الخلل والسعي لإصلاحه".

وقال: "جئنا لنشارككم العزاء، وأحمل إليكم تعازي ومحبة وتحايا الوالد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان، الذي يحمل هم المنطقة ليل نهار ودائما، ولم تغب عن باله في يوم من الأيام، لأنه عاش مرارة حرمان وإهمال هذه المنطقة إلى جانب الإمام المغيب سماحة الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله علينا وعليكم بخير، ونتمنى أن يسدد الله خطاكم جميعا في سبيل إصلاح ذات البين، وأن يصلح شأننا وشأنكم، وأن يجعلنا دائما من الساعين إلى الخير، ولا شك أن الأمر يحتاج إلى تعقل لأن هناك موقفا نسأل عنه وإياكم يوم القيامة، هذا عزاؤنا جميعا وهذا عزاء الشيخ عبدالأمير قبلان الذي حملنا مسؤولية أن نقف إلى جانبكم جنبا إلى جنب وأن نحمل معكم، وأن نعمل لوضع حد لسفك الدم، وهذه الدماء التي تنزف نحمي بها بلدنا وأجيالنا ومستقبل أولادنا من كل المخاطر المحدقة بنا، وقد قال أمير البلاغة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: "ما تخاصم عاقلان".

وختم: "يجب أن نسعى جميعا لنكون عقلاء، وعلينا ألا نحول المظلومية إلى ثأر يهدم مجتمعنا، وعلينا ألا نساهم بالمؤامرة على بيئتنا ومجتمعنا الحاضن لمقاومتنا ولنهجنا، وعلى كل منا تحمل مسؤوليته".

وقدم قبلان والوفد المرافق له التعازي في منزلي عبدالله شومان ومفلح شومان في بلدة سرعين الفوقا. (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.