وبحسب وکالة أنباء الحوزة رئیس مرکز الأبحاث العقائدیة الشیخ محمد الحسون أكد على أن البحث العلمي یجب أن یرد ببحث علمي آخر بمعنی أنه إذا واجهنا کتاب أو فکرة معینة وکانت تخالفنا في الرأي فلا بد من أن نرد علیها بکتاب أو رسالة وإن عملیة الإتلاف عملیة متأخرة و غیر علمیة.
و تابع سماحته : الآن أذکر فقط شاهدا واحدا علی السریع وهو رسالة التنزیه للسید محسن الأمین العاملي الذي توفي عام 1371هـ، إذ ألّف في سنة 1346 رسالة التنزیه لأعمال الشبیه و التي طبعت سنة 1347 هـ. فکرة هذه الرسالة هي أنه إعترض علی بعض الشعائر الحسینیة و نادی بإصلاح الشعائر الحسینیة، وطبعا هذا رأیه الذي یعتقد به.
و أکد الشیخ الحسون قائلا: طبعا نحن لا نرید أن نؤیده أو نستنکره و إنما نرید أن نطرح فکرته و هو من أعلام الطائفة ولا یشك أحد في إخلاصه و إنما هذا رأیه؛ فحینما قام بهذا العمل و ألف هذه الرسالة، حصلت هنالك في مقابله حرکة معارضة وکثیر من العلماء ألفوا رسائل في رد رسالة التنزیه وهنالك من ألف في تأییدها.
و أضاف رئیس مرکز الأبحاث العقائدیة مؤکدا: أنا أیضا قمت بدراسة لرسالة التنزیه وللرسائل المؤیدة والمعارضة لها وطبعت من هذه الدراسة تقریبا ثلاثة مجلدات والآن هذه الموسوعة تقع في عشرة مجلدات تحت عنوان رسائل الشعار الحسینیة.
و نوه هذا الرجل الدین مصرحا: المهم هنا هو أنه حینما حصلت معارضة للسید محسن الأمین تم إتلاف رسالة التنزیه بشکل کامل مع أنها طبعت في سنة 1374 هـ ومع کل هذا الآن إذا نبحث عن الطبعة الأولی لرسالة التنزیه لا نعثر علیها بحیث أنا بحثت في کثیر من المکتبات عن الطبعة الأولی ولم أجدها.
وأردف: طبعا الآن توجد في المکتبات طبعات کثیرة في العراق، إِیران، لبنان و في کل البلدان لكن مع الأسف کل الطبعات ناقصة؛ الطبعة الأولی تقع في 32 صفحة أما کل الطبعات المتبقیة تقع في 22 صفحة یعني حوالي عشرة صفحات تم حذفها من الطبعة الأولی.
و تابع الشیخ الحسون : في هذا المجال أنا ذهبت إلی لبنان والتقیت بإبن السید الأمیني، السید حسن، و ذهبت إلی بیته و سألته عن الطبعة الأولی فقال لي: ما عندي . فقلت له أجل، أنت الذي طبعت رسالة التنزیه في کتاب أعیان الشیعة في المجلد العاشر لما ترجمت حیاة أبیك فیه، وتبيّن أنه هو أیضا طبع الطبعة الناقصة وهو لا یعلم بأنه طبع الطبعة الناقصة، یعني لیس فقط الطبعات المستقلة لرسالة التنزیه هي ناقصة ومحرفة بل حتی الطبعة التي طبعت في أعیان الشیعة هي طبعة ناقصة و هو لا یعلم بذلك.
و قال رئیس مرکز الأبحاث العقائدیة: وفي سفرة أخری ذهبت إلی النبطیة وإلتقیت بالشیخ عبدالحسین صادق باعتبار أن جده ألف رسالة سیماء الصلحاء في رد السید محسن الأمین وکان من أشد المعارضین له، فالشیخ عبدالحسین صادق أیضا ما کان عنده الطبعة الأولی.
وأکد سماحته قائلا: إن اتلاف الرسالة لم یتم علی أیدي المخالفین و بالعکس لعله المخالفین کانوا یودون نشر هذه الرسالة وأکثر من ذلك، نفس البعثیین قاموا بطباعتها في العراق حینما منعوا بعض الشعائر الحسینیة في سنة 1977 للمیلاد.
وذکر الشیخ الحسون أن الأمر لا يقتصر فقط على رسالة التنزیه، بل اکثر من ذلك، أنا أحصیت في عملي هذا أربعین رسالة ألفت حول رسالة التنزیه، تأییدا و معارضة ولکن الآن الکثیر من تلك الرسائل غیر موجودة، یعني لدینا فقط أسئلة بلا دراسات.
ونوه رئیس مرکز الأبحاث العقائدیة مؤکدا أن هذا الصراع الذي حصل بین المؤیدین و بین المعارضین، أدی إلی أن أحد الأطراف یطبع والطرف المقابل یتلف. یعني کل واحد یؤمن بأنه هو الذي علی حق والآخر علی باطل، وطبعا هذه الطریقة، لیست بطریقة حسنة لأن الکتاب جوابه الکتاب والرسالة جوابها الرسالة و المحاضرة جوابها المحاضرة، والاتلاف غير صحيح.
و تابع الشیخ الحسون : أنا ألفت کتابا و طرحت فکرة معینة فإذا شخص ثاني یعارضني فأهلا و سهلا، هو أیضا یؤلف کتابا وینقدني وهذا هو البحث العلمي کما یقول القرآن الکریم: «قل هاتوا برهانکم إن کنتم صادقین» فنحن أبناء الدلیل فعندما أنا أدعي هو أیضا علیه أن یدعي؛ فهذه هي سیرة العقلاء.
و أکد هذا الرجل الدین: أما بالنسبة لموسوعة الشعائر الحسینیة، الآن وصلت إلی عشرة مجلدات، یعني ثلاثة مجلدات طبعت سابقا والعام الماضي أصبحت عشرة مجلدات و قدمناها إلی الطبع، و السؤال الذي یطرح نفسه في هذا المجال أنه هذه الرسالة بماذا تمتاز؟ صحیح أنها جمعت الرسائل المؤیدة والمعارضة لرسالة التنزیه، و هذا العمل بحد ذاته هو عمل جید، یعني هذه رسائل غیر مجموعة في مکان معین و کثیر منها ضائعة، أما الشخص حینما یقرأ هذه الموسوعة یطلع علی أعمال المؤیدین للشعائر الحسینیة ویطلع علی آراء المعارضین .
و صرح سماحته : أنا کنت في هذه الموسوعة محایدا ولا أعطی أي وجهة نظر وإنما عملي هو الجمع والتحقیق والتعلیق في الهامش فقط ، فالشخص یقرأ وهو حر فيما یرید أخذه من البحث.
وقال سماحته في نهایة المطاف مؤکدا: لهذا طبعت الطبعة الصحیحة لرسالة التنزیه وهي الطبعة الأولی التي طبعت في مطبعة العرفان في صیدا سنة 1347 هـ و في حیاة العلامة السید محسن الأمین وهو کان حي حين طباعتها و قطعا ما محرفة. (۹۸۶/ع۹۴۰)