وجاء تصريح قائد الثورة الاسلامية خلال استقباله اليوم السبت وزير ومسؤولي وزارة الخارجية برفقة سفراء ايران في دول العالم.
وقال سماحته خلال اللقاء: ان الحفاظ على السلامة الدينية والطهارة المعنوية والروحية لكم ولعوائلكم والتزامكم السلوكي واللفظي بالاحكام الشرعية، يعد من أهم واجبات مسؤولي ومنتسبي وزارة الخارجية وخاصة السفراء وأعضاء البعثات الايرانية في الخارج.
وأكد سماحة القائد: ان الجهاز الدبلوماسي هو القسم الرئيس للسياسة الخارجية للبلاد وهو الواجهة الخارجية لنظام الجمهورية الاسلامية، لافتا الى ان على وزارة الخارجية وخاصة السفراء ان يلتزموا بعمق بقيم الاسلام والثورة، وأن يكون سلوكهم وأقوالهم تجسيدا لهذه القيم.
وأضاف قائد الثورة أن الهدف الرئيس والحقيقي للدبلوماسية يتمثل في الحفاظ على المصالح الوطنية وأن التعامل او المواجهة هما الأسلوبين الوحيدين لضمان المصالح الوطنية التي اعتبرها بأنها منبثقة من السياسات العامة وقيم النظام.
وأشاد قائد الثورة بتصريحات الرئيس الايراني خلال زيارته الاخيرة الى اوروبا والتي اكد فيها اذا لم تتمكن ايران من تصدير نفطها فإن أي بلد في المنطقة لن يصدر نفطه، ووصفها بأنها تصريحات هامة وتجسد سياسة النظام وتوجهاته، مضيفا ان من واجب وزارة الخارجية ان تتابع بجدية هكذا مواقف لرئيس الجمهورية.
وتطرق قائد الثورة الاسلامية الى موضوع "الدبلوماسية الايديولوجية"، وانتقد الداعين الى الفصل بين الدبلوماسية والايديولوجية، وأوضح ان الهدف من تشكيل الجمهورية الاسلامية صيانة المصالح الوطنية والاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية والامن القومي.. وأن الايديولوجية بصدد ضمان المصالح الوطنية وصيانتها وتعتبر هوية للشعب.
وأشار القائد الى وجود الايديولوجية في سلوك الدول الغربية وسياساتها، وقال: ان الاميركان يستخدمون مرارا عبارة "القيم الاميركية" في تصريحاتهم، وهي ايديولوجيتهم ذاتها، ومستقاة من وثيقة استقلال اميركا، كما ان الافكار الايديولوجية سائدة على السلوك والانشطة السياسية في الدول الاوروبية.
وأكد قائد الثورة ضرورة التصدي للحرب النفسية التي تتعرض لها ايران من قبل الماكنة الاعلامية للاعداء، وقال ان على الدبلوماسي الايراني ان يفخر بالثورة، ولابد ان تبرز العزة والشعور بالاقتدار والثقة بالنفس في تعاملاته ونشاطاته الدبلوماسية بوضوح، وبالطبع فإن السلوك الثوري يتم من خلال تبيين الكلام المنطقي وهو يختلف عن إثارة الفوضى والغوغاء.. فعلى السفراء والدبلوماسيين الايرانيين ان يتحلوا بالشعور بالأحقية، وأن يردوا من خلال ذلك بشكل قاطع ومنطقي على اتهامات الأجانب.
واعتبر ان اتهام ايران دوما بقضايا سلبية هو الديدن الأساس للحرب النفسية المستمرة التي يمارسها الاعداء، ولتحقيق هذا الهدف يتكرر موضوع "التخويف من ايران ومحاربة ايران والهروب من ايران واتهمامها بانتهاك الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان"، في دعايات الاعداء.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي الى جرائم الاوروبيين والغربيين في المستعمرات السابقة، وتقييد الديمقراطية في الغرب بالقوانين او برأي مراكز خاصة، ووجود الديكتاتورية الحزبية في أميركا وبعض الدول الاوروبية وكذلك الجرائم الحالية للغربيين بما فيها الشراكة مع السعوديين في قتل الشعب اليمني، مضيفا: ان الغربيين هم مظهر لانتهاك حقوق الانسان، الا انهم وبكل صلافة يتهمون ايران بحيث يستغرب الانسان من شدة صلفهم.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان تصور إمكانية حل مشكلات البلاد من خلال التفاوض مع اميركا او إقرار العلاقات معها، بأنه خطأ سافر، وقال: ان اميركا لديها مشكلة اساسية وبنيوية مع أصل النظام الاسلامي، كما ان هناك دولا عديدة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينة لديها علاقات مع أميركا، لكنها مازالت تعاني من العديد من المشكلات.
وفي تبيينه لعمق العداء الاميركي للجمهورية الاسلامية، قال آية الله الخامنئي: ان الاميركان بصدد العودة الى مكانتهم السابقة في ايران قبل الثورة، ولن يرضوا بأقل من ذلك.
ورأى سماحته ان معارضة أميركا لتوصل ايران الى القدرات النووية والتخصيب وأيضا لتواجدها في المنطقة، ناجمة عن عدائها العميق لعناصر اقتدار النظام الاسلامي، مضيفا: ان التواجد الاقليمي هو من جملة عناصر قوة ايران وأمنها، وتعتبر عمقا استراتيجيا للبلاد، ولذلك يعارضها الاعداء.
وأشار الى أنه وسائر المسؤولين أكدوا مرارا عدم جدارة أميركا بالثقة، حتى انه لا يمكن الثقة بتوقيعها، لذلك فإن التفاوض مع اميركا لا فائدة منه.
ونوه سماحة القائد الى ضرورة تفعيل الطاقات غير المستخدمة أو قليلة الاستخدام في البلاد، وأضاف: لا ينبغي قطع المفاوضات مع الاوروبيين، لكن لا ينبغي ان نعطل كل شيء بانتظار الحزمة الاوروبية، بل يجب متابعة الكثير من الاعمال والمهمات في داخل البلاد.
ولفت آية الله الخامنئي الى ضرورة تطوير العلاقات والتواصل متعدد الاطراف وخاصة الثنائي وبذل اهتمام خاص بالتكتلات الاقليمية، وأضاف: على السفراء ومبعوثي ايران في الخارج ان يكونوا على إدراك تام بطاقات الشعب وقدراته.
ونوه الى ان المسؤولين الاميركيين أنفسهم اعترفوا بذكاء الشعب الايراني، وقال: منذ عدة سنوات كنت أؤكد ان الذكاء الايراني اعلى من المتوسط العالمي، وهذه حقيقة تمثل فرصة داخلية هامة، مثلما يشكل الايمان والشجاعة والإيثار واعتزاز الشعب بالقيم من العناصر الاخرى لقدرات ايران.
وتطرق الى ان التواصل مع العلماء والنشطاء السياسيين والنشطاء الاقتصاديين في الدول الاخرى يشكل نوعا من الاساليب الدبلوماسية السائد في العالم.. وبهذه الاساليب يمكن تطوير نطاق نشاطات الجهاز الدبلوماسي.
وأردف قائد الثورة، أن القوة الميدانية تشكل ايضا دعامة للدبلوماسية، مشددا على ضرورة تحويل أي عنصر للاقتدار الى نوع من المكاسب السياسية والاقتصادية. (۹۸۶/ع۹۴۰)