على مشارف العطلة الصيفية لطلبة الحوزة العلمية المباركة في النجف الأشرف وجه سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ إسحاق الفياض في جلسة درسه كلمات وتوصيات مهمة للطلبة والحوزويين وكذلك للشعب والحكومة العراقية في ظل ما يشهده البلد من مظاهرات واحتجاجات للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد.
ملخص الكلمة التوجيهية
على طلاب العلم الاهتمام بدروسهم وتقديمها على سائر الامور الا الواجبات الشرعية والضرورات الحياتية.
على طلاب العلم ان يكونوا عاملين بما علموا، وان يكونوا متحلين بمكارم الاخلاق من الصدق والامانة ونحوهما، وان يجتنبوا مداني الاخلاق من الكذب والخيانة والغيبة ونحوها.
ضرورة المحافظة على مكانة الحوزة العلمية المباركة واستقلاليتها.
ان الدراسة في الحوزة العلمية المباركة مبنية على الكتاب العزيز والسنة الشريفة ولذا فان مذهب الشيعة معتدل ومسالم لا افراط فيه ولا تفريط.
التعطيل فرصة ذهبية لطلاب العلم لمراجعة دروسهم وتجديد النظر فيما كتبوه وقرروه، ولوعظ الناس وتعليمهم الاحكام الشرعية وبيان فضائل ومناقب النبي الاكرم واله (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين).
مطالبة الحكومة والاحزاب بالابتعاد عن المصالح الشخصية والاهتمام بمصالح الشعب.
للشعب العراقي ان يطالب بحقوقه بالطرق القانونية السلمية المعقولة وضرورة الابتعاد عن التعدي على الممتلكات العامة والخاصة.
نص كلمة المرجع الفياض
بدل الدرس نلقي علیکم کلمة توجيهية لعلّها تفيدنا وتفيدكم ونذکّرکم بمجموعة من النقاط:
النقطة الأولى
على طالب الحوزة أن يهتم بدراسته ويجعل دروسه في رأس أعماله ويقدّمها على جميع أعماله إلا الواجبات الشرعية كالصلاة ونحوها والضروريات الحياتية كالأكل والشرب والنوم وما شاكل ذلك. الدرس مقدّم على جميع المستحبات الشرعية حتى صلاة الليل التي يهتمّ الشارع بها، الدرس مقدّم عليها. والأمر لا بد أن يكون الطالب عاملاً، فإذا كان عالماً ولا عمل له، ستكون مفسدته في المجتمع أكثر من مصلحته، مضافاً إلى مفسدته على نفسه.
النقطة الثانية
أن علماءنا ومراجعنا وأساتذتنا، يعني أساتذة الحوزة والطلاب جميعاً، حافظوا على مكانة هذه الحوزة المباركة وعلى عظمتها بتحمل جميع المصائب وكافة المصائب من الانتهاكات والمضايقات والتّضحيات في بعض الأوقات والفقر الشديد.
تحملوا ذلك لحفظ إستقلالية الحوزة وعدم إرتباطها بالدولة ولا بالأحزاب السياسية ولا بالأحزاب الدينية. فإن الحوزة حرّة مستقلة لا ترتبط لا بالدولة ولا بالأحزاب.
النقطة الثالثة
أن الدروس في هذه الحوزة المباركة وغيرها حول الكتاب والسنة. هذه الدراسة مهما تطوّرت وبلغت ذروتها من التطوّر وبلغت ذي القيمة، مع ذلك لا تتجاوز عن حدود الكتاب والسنة. ولهذا يكون فتاوي علمائنا على الموازين. ولا يمكن أن يفتي عالم على خلاف الكتاب والسنة. وهذا غير معقول.
النقطة الرابعة
أن العطلة فرصة ذهبية للطلبة، فمن بقي في الحوزة لا بدّ أن يراجع دروسه وكتابته ويجدد كتابته ويباحث مع الآخرين، والعطلة فرصة ذهبية لمراجعة كتاباته ومراجعة دروسه.
وأما من ذهب إلى بلاده، فإن كان عنده جماعة، فعليه أن يرتقي المنبر قبل الجماعة بنصف الساعة أو أقل ببيان الأحكام الشرعية ولا سيما في مثل العراق، فالجهل بالاحكام الشرعية لا حدود له، وبيان فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام وفضائل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم وأخلاقه وتعامله مع الناس لإرشاد الناس بالثقافة والأخلاق ووحدة الكلمة ووحدة الصف والتراحم والتآزر ومساعدة الفقراء والضعفاء والأيتام والأرامل والاجتناب عن النفاق.
النقطة الخامسة
نطلب من الحكومة والأحزاب السياسية جميعاً الذين سيطروا على البلد وعلى مقاليده ومقاطعه، أن يتنازلوا من المصالح الشخصيّة الذاتية والفئويّة، وينظرون إلى مصالح البلد ومصالح الشعب وتوفير الخدمات من الكهرباء والمياه الصالح للشرب والصحّة والسّكن وغير ذلك.
وأيضا للشعب العراقي حق أن يطالب بهذه الحقوق لكن بطرق سلميّة معقولة قانونيّة بدون أن يتجاوز على أموال الناس وإتلافها وإتلاف أموال الدولة وهي أموال الشعب.
المظاهرة اذا كانت سلمية وقانونية مقبولة عند الشعب، وعند العالم مقبولة ولا بد من ذلك دون التعدي والتجاوز على الناس، وعلى حقوق الناس وأموال الناس وإتلاف أموالهم وإتلاف أموال الدولة.
نطلب من الجميع الدعاء والتوفيق ونطلب من الله وعز وجل أن يمن عليكم بالصحة والعافية وطول العمر والتوفيق ودفع البلاء والأشرار عنكم جميع المؤمنين ودفع البلاء والأشرار عن هذا البلد الكريم والبلد العزيز بحق محمد و آل محمد. (۹۸۶/ع۹۴۰)