اضاف: "يبدو أن السياسيين في لبنان شبعوا إلى حد التخمة، ولهذا نسوا الجائعين في هذا البلد، نسوا العاطلين عن العمل، نسوا المرضى، نسوا الأيتام، نسوا أن في البلد جيلا يبحث عن مستقبل له وعن فرصة عمل وعن دولة تحفظ حقوقه وتضمن أمنه وتعيد له ثقته في بلده، وتجدد له الأمل بأن الإصلاح آت وبأن الفساد سيحارب وبأن المفسدين والفاسدين سيحاسبون وبأن الدولة ستعود بهيبتها وعدالتها التي وحدها تحفظ وتضمن وتطمئن الجميع".
وتابع: "بالعودة إلى الشأن السياسي، فالذي يظهر أننا أمام أزمة سياسية مفتوحة وعملية تأليف باتت متعثرة بالعديد من العقد والعراقيل المصطنعة، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى حكومة، لأن الظروف الدولية والإقليمية مضافا إليها أوضاع البلد وأحوال الناس، تستدعي تفاهمات وتوافقات على مستوى عال من الشعور بالمسؤولية الوطنية. وعليه، فإن كل ما يجري لا يخدم الصالح العام، ولا يمكن أن يفسر في خانة مواجهة الاستحقاقات والتحديات، كما لا يمكن أن يكون في الإطار الوطني العام. ما يعني أن النزف مستمر، وأن الخصومات قائمة إلى حد العداوات، وأن عملية إنقاذ البلد لا تزال تدور في الحلقة المفرغة، سيما أن هناك من يراهن على الوقت ويتصرف كأن البلد بألف خير، متناسيا مشاكل الناس التي لا تحصى ولا تعد، وبخاصة مشكلة النزوح السوري، فما تحمله لبنان واللبنانيون جراءه كان ثقيلا جدا. لذلك نحن نطالب بتأييد ودعم المبادرة الروسية ومواكبتها وتطويرها إلى مستوى إعادة التواصل والتنسيق مع الدولة السورية لإنجاح هذه المبادرة وتأمين عودة النازحين السوريين إلى بلدهم آمنين".
ورأى انه "يوما بعد يوم، يتأكد لنا أن كثيرا ممن هو في السلطة يريدونها لأنفسهم ولمشاريعهم الخاصة، لكساراتهم ومؤسساتهم وصفقاتهم، يريدونها لمشاريعهم البحرية والنهرية، أما قصة البلد والوطن والشعب، فليست إلا غطاء لفساد سياسي طويل. لذلك نؤكد أننا نريد صيغة حكومية قادرة على مواكبة التحولات، ولديها من الإمكانيات ما يؤهلها لإدارة شؤون البلاد والعباد، التي لم تعد تحتمل المزيد من النكد السياسي والكيد الذي كلف البلد الكثير من الأثمان وألحق باللبنانيين جميعا أضرارا بالغة في حياتهم ومعايشهم الاقتصادية والمالية والاجتماعية والإسكانية، وبات يهددهم في أمنهم وفي استقرارهم، فأكثر شبابنا يعاني من البطالة والإهمال، ومن لعبة الاحتكار والأموال، ومن دور الدولة الذي لا نراه إلا شكليا، بل بأقل بكثير من الحد الأدنى، لذا نحن نطالب بسلطة نظيفة تكون في مستوى الصعوبات وبحجم المأساة، وقادرة على إحداث نقلة نوعية تنقذ جيل الشباب وتحمي الأجيال وتبشر بقيامة دولة لا فساد ولا مفسدين فيها". (۹۸۶/ع۹۴۰)