10 August 2018 - 16:38
رمز الخبر: 445028
پ
​السيد علي فضل الله:
اشار ​السيد علي فضل الله​ الى انه لم يعد أمر تأليف الحكومة فيها هو الشغل الشاغل للبنانيين، بعدما ملّوا الانتظار، فلا تبدو هناك رغبة حتى الآن لدى أي من القوى السياسية التي تطرح شروطها بأنّها على استعداد لتقديم تنازلات في هذه المرحلة، إضافةً إلى الكباش الخارجي الذي يزيد الأمور تعقيداً.
 السيد علي فضل الله

ولفت خلال خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في ​حارة حريك​، الى إن على هذه القوى أن تأخذ بعين الاعتبار مسؤوليتها تجاه مواطنيها الَّذين ائتمنوها على القيام بشؤونهم ومصالحهم، وهم ليسوا أحراراً في إهمالها أو عدم القيام بها. لقد أصبح واضحاً مدى معاناة اللبنانيين التي تزداد يوماً بعد يوم، وعلى كل الصعد، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والمعيشي أو الصحي وغير ذلك، من دون أن تبدو في الأفق بارقة أمل، سوى وعود من الخارج وشروط لم تتضح معالمها بعد. وقد شهدنا في الأسبوع الماضي عودة ​أزمة الكهرباء​ إلى الواجهة، من خلال الخلاف المستمر حول أسلوب علاج هذه الأزمة، والسجال الحاصل بين من يرى البواخر حلاً لها، ولو مؤقتاً، ومن يرى أنَّ المعامل هي الحل، أو من خلال زيادة ساعات التقنين التي تعانيها العديد من المناطق اللبنانية، ولا سيما الجنوب اللبناني، أو عدم التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة المعتمدة من البلديات وعدم موافقتهم حتى الآن على تركيب عدادات، ما يثقل كاهل المواطنين. إنَّنا أمام ما جرى، ندعو إلى معالجة جذرية لمعضلة الكهرباء، وإن لم يمكن معالجتها، فلا بد من النظر جدياً في التخفيف من وقعها على كاهل المواطنين وعدم تركهم فريسة أصحاب المولدات، الذين أصبحوا يمثلون موقعاً مؤثراً له شروطه غير المبررة.

اضاف قائلا "نقف أمام ما جرى من سجالات حادة في مواقع التواصل في الأيام السابقة، لندعو كل من هو في موقع المسؤولية إلى النظر بعين الاعتبار إلى معاناة المواطنين، والإصغاء إليهم بكل مسؤولية، وإلى الإجابة على الكثير من التساؤلات التي طرحت من قبلهم، والتي تتصل بقضايا وممارسات قد تشتم منها رائحة الفساد. إنّنا لن نحكم على كل ما يقال، ولا ينبغي إطلاق الاتهامات جزافاً، لكن لا بد لكل من هم في مواقع المسؤولية أن يجيبوا الناس على تساؤلاتهم، وأن يظهروا شفافية أمام هؤلاء الناس الذين لم يبخلوا عليهم عندما منحوهم أصواتهم أو في مواقفهم البطولية وتضحياتهم، وهم الحاضرون في الذود عن الوطن وتقديم التضحيات في سبيله".

واعتبر فضل الله إنّ مسؤولية كلّ من هو في موقع المسؤولية أن يجيب الناس عندما يرون تضخماً في قدراته وإمكاناته! أن يجيبهم عن سؤال: من أين لك هذا؟ هذه هي القاعدة التي ندعو إلى أن تحكم واقعنا السياسي، كما نريدها أن تحكم كل من يتصدى للشأن العام، ونراها مدخلاً لسد أبواب الفساد، إن طبقت بالشكل الصحيح. ونصل إلى مرحلة البدء بتنفيذ العقوبات الأميركية على ​إيران​، والتي حظيت بمباركة رئيس الوزراء الصهيوني، الذي سارع إلى تهنئة الرئيس الأميركي على قراره بهذا الخصوص. إننا نرى أن هذا القرار الأميركي يحكمه منطق الغاب، حيث يفرض القوي منطقه المتوحّش على من لا يرضخ له، بالحصار وتجويع الشعوب، وهو منطق نرفضه، ولا نرى له مشروعية في العلاقات السياسية بين الدول.. وهنا، نسأل عن موقف ​الأمم المتحدة​ التي تؤكد التزام الدول بالاتفاقات التي تعقدها فيما بينها، والتي تأسست على حفظ حقوق دول وشعوب هذا العالم، والالتزام بالقوانين الدولية والشرائع الأخلاقية والإنسانية.

واشار الى ان ​اليمن​، التي تستمرّ معاناتها، وكان آخرها المجزرة التي استهدفت الأطفال في صعدة، والتي لا تحتمل أي تأويل في بشاعتها وآثارها. إننا ندين هذه المجزرة، وندعو إلى الإسراع بإيقاف الحرب المدمرة التي يستفيد منها الذين أوقدوها، ولن يكون فيها رابح، إلا الذين يبيعون الأسلحة ومن يريد استنزاف ​العالم العربي​ والإسلامي وإضعافه.

اضاف إننا في الوقت الذي نرصد صمت العالم عن مجازر العدو المتكررة وعدوانه الدائم على ​الشعب الفلسطيني​ في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى التعبير عن أوسع عملية تضامن مع هذا الشعب، وعلى مختلف الأصعدة. (۹۸۶/ع۹۴۰)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.