بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
السَّلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، وعلى الشُّهداء بين يديك، وعلى أهل بيتك النُّجباء، والسَّائرين على نهجك الشُّرفاء.
إنِّي يا مولاي “مُوالٍ لَكُم وَلأوليائِكُم، مُبغِضٌ لأعدائِكُم وَمُعادٍ لَهُم، سِلمٌ لِمَن سالَمَكُم وَحَربٌ لِمَن حارَبَكُم، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقتُم مُبطِلٌ لِما أبطَلتُم، مُطِيعٌ لَكُم، عارِفٌ بِحَقِّكُم، مُقِرُّ بِفَضلِكُم، مُحتَمِلٌ لِعِلمِكُم، مُحتَجِبٌ بِذِمَّتِكُم، مُعتَرِفٌ بِكُم، مُؤمِنٌ بِإيابِكُم، مُصَدِّقٌ بِرَجعَتِكُم، مُنتَظِرٌ لأمرِكُم، مُرتَقِبٌ لِدَولَتِكُم، آخِذٌ بِقَولِكُم، عامِلٌ بَأمِركُم”.
فأنَّتم باب الله الذي منه يؤتى، وبكم يهتدي المهتدون.
نعم مَن كان باب الله الذي منه يُؤتى لزم الأخذ بقوله الأخذ الجَّاد كلّ الجِّد، الأخذ غير المشروط، وذلك أخذ بالدِّين القويم والإسلام الحقّ، وبالقرآن الكريم والسُّنة المطهرة.
إنَّه الأخذ بقولك، وإن خالفك كلُّ النَّاس، وإن خالفتك أهوائي وكل آرائي، فإنَّ الرَّاد عليكم كالرَّاد على الله عزَّ وجلَّ، وذلك على حدِّ الشِّرك.
آخذٌ بقولك، وقول من أمرتم بأخذ قوله في الغيبة مِمَّن كان من الفقهاء صائنًا لنفسه، حافظًا لدينه، مخالفًا هواه، مطيعًا لأمر مولاه.
آخذٌ بقولك؛ وإن كلَّف الغالي والنفيس، مِن الأموال والبنين والأنفس والأهلين.. وكلُّ ما في هذه الدُّنيا الفانية.
آخذٌ بقولك، بكلِّ محبةٍ ورضىً وتسليم، فأنت السَّعادة الدَّائمة، والحياة الخالدة، يا خليفة الله، وولي الأمر، والعروة الوثقى، وحبل الله المتين، يا كمالٌ يا جمالٌ يا جلالٌ عظيم..
آخذٌ بقولك، لأنَّك مِن الفُلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمنُ مَن ركِبها، ويغرق من تركها، المتقدّم لكم مارق، والمتأخّر عنكم زاهق، واللّازم لكم لاحق.
اللَّهم اجعلنا من الآخذين بقولهم، العاملين بأمرهم.
أمَّا بعدُ:
أَعظمَ اللهُ أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيّدنا الإمام الحسين (عليه السَّلام) وجعلنا وإياكم من الطَّالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله).
على أعتاب ذكرى عاشوراءِ الشَّهادةِ والتَّضحيةِ والفِداء، والشَّجاعةِ والصَّبرِ والإباء، والتَّسليمِ المُطلق لأمرِ الله والأخذ بقول وليِّ الله، والعملِ بأمره..
نعزّي الأمَّة الإسلامية جمعاء، وأحرار البشرية في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى استشهاد سيّد الشُّهداء وسبط رسول الله الأكرم في أرضِ كربلاء..
ونرفعُ واجب العزاء لبقية الله الإمام الحجَّةِ المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه الشريف) ولنوابه بالحقِّ المراجع العظام والعلماء الأعلام لا سيَّما الفقيه الرَّباني سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله وأعاده لنا سالمًا غانمًا)..
ونعلن لشعبنا المؤمن المسلِّم لله ولأولياء الله تعالى شعار هذا العام ١٤٤٠ هجري، تحت عنوان: (آخذٌ بقولك)
آملين من جميع العلماء الأكارم والخطباء الأفاضل والمنشدين الحسينيِّين الأعزاء وكافة المؤمنين والمؤمنات في البحرين بمختلف تخصّصاتهم ومواهبهم، أفرادًا وجماعات ومؤسسات، أن تكون لهم بصماتهم المؤثرة والفاعلة في تحريك الشعار عمليًا وفكريًا وروحيًا وثقافيًا وفنيًا بما يرتقي بالمجتمع والوطن العزيز إلى درجات أرفع في الوعي والبصيرة والسلوك العملي الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى.
وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ
[▪️] علماء البحرين
٢٢ ذوالحجة ١٤٣٩هـ
٠٣ سبتمبر ٢٠١٨م
(۹۸۶/ع۹۴۰)