بين الشيخ صبري، أن وتيرة الانتهاكات "الإسرائيلية" في المسجد الأقصى المبارك هذه الأيام قد زادت، خاصةً في الأعياد اليهودية على التحديد، بهدف فرض واقع جديد، من خلاله يستسلم المقدسيون، مضيفاً:"كأنهم -أي الاحتلال- يريدون أن نرفع الراية البيضاء، وهذا لن يكون".
ويتعرض المسجد الأقصى المبارك، لهجمة صهيونية شرسة زادت الأيام الماضية، حيث الاقتحامات اليومية بأعداد متزايدة وبرفقة وزراءمن حكومة الاحتلال، حيث يقوم بعض المقتحمين بطقوس تلمودية وأعمال وجولات استفزازية.
الصهاينة تتبنى الاقتحامات
وأضاف خطيب الأقصى في حوار أجرته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ما يزيد من هذه الاقتحامات هو تبني الحكومة "الإسرائيلية" للمقتحمين، وهو ما يؤكد على أن الاقتحام ليس فقط من الجماعات اليهودية بل من الحكومة "الإسرائيلية" نفسها، وأيضاً الدعم الأمريكي لـ"إسرائيل" بشكل فاضح علني.
ونبه، إلى أن هذه الانتهاكات تدعو ليقظة من العرب والمسلمين للوقوف بحزمٍ أمام هذه التجاوزات والاقتحامات للحفاظ على المسجد الأقصى، لأن شأنه شأن المسجدالحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، المسؤولية بحق المسجد الأقصى جماعية.
الموقف العربي مؤسف
وفيما يتعلق بالموقف العربي حيال الاقتحامات، أعرب الشيخ صبري عن أسفه عن استمرار الاقتحامات والانتهاكات في ظل الصمت العربي، قائلاً:" من المؤسف ذلك لأن البوصلة قد انحرفت عن القدس، وانشغلوا بصراعاتهم الدموية والخلافات المؤلمة فيما بينهم، فهذا جعلهم يتناسون موضوع القدس والأقصى".
أما التطبيع العربي، فأكد الشيخ صبري، أن التطبيع مع الاحتلال بات واضحاً، حيث أنه كان يمر من تحت الطاولة، ولكن الآن بات التطبيع فوق الطاولة، لأن العرب الذين كانوا يتعاملون مع الاحتلال يخشون غضب الجماهير، ولكن الآن وبعد أن خدرُوا الجماهير وقمعوها أصبح الأمر مهيأ له للإعلانعن التطبيع.
صفقة القرن
وطالب رئيس الهيئة الإسلامية العليا، بضرورة مواجهة صفقة القرن بوحدة الموقف، باعتبار أن القدس موضع إجماع للعرب والمسلمين، ويجب أن يتحدوا من أجل إنقاذ القدس، التي تعد شأنها شأن المدينة المنورة.
وشدد على ضرورة أن يدرك العرب والمسلمون أهمية المسجد الأقصى، ويعملوا جاهدين على إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" عنها.
لا تعويل على الموقف الدولي
وعن إمكانية المطالبة بالاهتمام بقضية القدس في خطاب محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 من الشهر الجاري في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية،قال الشيخ صبري:"نحن لا نعول على المواقف الدولية لأنها متحيزة لـ"إسرائيل" وما نسمعه من قبل الدول هو مجاملة لنا دون تنفيذ عمل على أرض الواقع، فما حك جلدك مثل ظفرك".
وشدد على أن المطلوب هو التواجد في الأقصى وشد الرحال إليه، والحفاظ على المؤسسات المقدسية، لأن الأقصى بدون القدس لا يكون محفوظاً، فالأصل المحافظة على القدس ومؤسساتها والسعى لتمكين المقدسيين ليتمكنوا من الحفاظ على المدينة المقدسة وعلى رأسها المسجد الأقصى.
واستدرك:"لكن مع ذلك نقول لا تتركونا وحدنا فلا يجوز للعرب والمسلمين أن يتركوا المقدسيين وحدهم، عليهم أن يتكاتفوا مرة أخرى لأجل انقاذ المسجد الأقصى".