وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان "زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام اكتسبت ابعادا مهمة في حياة الامة الاسلامية".
واضاف ان المخطط لهذه الزيارة هم ائمة اهل البيت عليهم السلام، لافتا الى ان اي مخطط يقوم به اهل البيت عليهم السلام فهو تخطيط الهي، مبينا ان الائمة كذلك ساهموا بتعريف شيعتهم ومواليهم باهمية الزيارة وحثهم على الاتيان بها حتى في ظروف الخوف والصعوبة والمشقة.
وبين ان اتباع اهل البيت عليهم السلام حافظوا على الزيارة، وان اكابر العلماء يؤكدون على المشي للامام الحسين عليه السلام.
واوضح ان دراسة التاريخ وما تم توثيقه عن زيارة الاربعين في السنوات الاخيرة اثبت وجود ابعادا دينية وتربوية وعقائدية مهمة في حياة الامة كونها حافظت على قوة وترسيخ مبادئ النهضة الحسينية وانعكست على مسيرة الامة في الجهاد والتضحية والفداء والتلاحم والتكاتف والتعاون للوصول الى المعطيات المهمة التي تحفظ للامة الاسلامية قوتها ورصانتها وتحصينها من التحديات الخارجية.
ولفت الى ان زيارة الاربعين اكتسبت ابعادا عالمية من خلال تسجيل اعدادا مليونية تأتي لزيارة الامام الحسين من دول العالم منهم من يأتي مشيا على الاقدام.
واشار الى ان كثير من وسائل الاعلام العالمية ومراكز البحوث اصبحت تشير الى ان هذه الزيارة تمثل اكبر تجمع شعبي في العالم، فضلا عن مشاركة عشرات الدول ومختلف القارات.
واستدرك ان من الضروي ان لايكون النظر الى مسألة العدد فقط وان كان امرا مهما، بل ان من الضروري النظر الى الابعاد العظيمة في حياة الامة الاسلامية بل في حياة الشعوب بأسرها لما تجسده الزيارة من مبادئ النهضة الحسينية والاصلاح الحسيني والقيم والمبادئ التي تجسدت لدى الزائرين خلال هذه المسيرة الى الامام الحسين كالعطاء والسخاء والجود والتضحية والايثار والتعاون والتكاتف والتلاحم والاخوة والمبادئ التي نحن بحاجة لها خصوصا في اوقات المحن والشدائد والمصائب.
واكد ان من اهم المبادئ التي افرزتها زيارة الاربعين الوقوف بوجه السلطة الظالمة والغاشمة والوقوف بوجه الظالمين وعدم الركون اليهم، فضلا عن تجسيدها لمبدأ مهم لدى زوار الامام الحسين والذي يتمثل مبدأ التعامل والمعاشرة الانسانية الطيبة على الرغم من اختلاف انتماء المشاركين في هذه الزيارة.
ويرى ان من المبادئ المهمة التي تجسدها الزيارة هي النظرة الانسانية للانسان بصورة عامة كما بينتها الايات القرانية والنبي الاكرم والائمة الاطهار عليهم السلام خصوصا في ترسيخ مبادئ التعايش السلمي والمحبة والتآلف بين شعوب العالم في اجواء يسودها الحب والتالف وعدم التمييز من خلال مشاركة الفقير والغني والكبير والصغير ومن جميع الشرائح والقوميات ومن مختلف انواع الجنس البشري كأنهم انسان واحد.