وقال البوطي في كلمته أمام مؤتمر الوحدة الاسلامية بطهران: أن واجب الأمة اليوم أن تبحث عن المحور الجامع والوجهة الواحدة والمتمثل بتطهير القدس من العدو الجاثم على صدرها وتحريرها من أسر الصهاينة منبها إلى أن أي جهد يصرف بغير السعي في سبيل ذلك يشكل امعانا في طريق الفرقة والتمزق وخدمة للعدو المتربص بنا جميعا.
وأوضح البوطي أن سبل تطهير القدس وتحريرها يبدأ باجتماع الكلمة وتحرير الإرادة الإسلامية من هيمنة قوى البغي من أن تصادرها لصالح برامجها ومخططاتها.
وأضاف رئيس مجلس اتحاد علماء بلاد الشام: "دعونا نبحث عن تعريف لحقيقة الإرهاب الذي يهدد الأمم والشعوب في كل أنحاء العالم.. أليست الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني كل يوم تطرفا وإرهابا.. أليس التدخل بشؤون دول ذات سيادة دون موافقة منها وانزال قوات فيها من اسوأ أنواع الإرهاب".. داعيا المؤتمر إلى أن يضع في أهدافه معالجة ظاهرة التطرف والإرهاب في كشف مصادرها ومخاطرها واجتثاث الجذور الفكرية والسياسية لها.
وقال: إذا كانت وحدة الكلمة ضرورة ملحة وواجبا دينيا في العصور الماضية فهي اليوم أشد ضرورة وأعظم وجوبا في ضوء تكالب قوى البغي والاستكبار على الأمة وتحولها إلى محاور يناوئ بعضها الآخر وأحلاف متنازعة متخاصمة يسفك بعضها دماء بعض خدمة لعدوها وتحقيقا لأهدافه.
وأكد البوطي أن المسؤولية الدينية المترتبة على الشعوب والحكومات الإسلامية تفرض البحث عن نقاط الاتفاق وترسيخها وتجذيرها وجعلها أساسا تجتمع عليه أمتنا تحقيقا لوحدتها وسيادة قرارها وخدمة لمصالحها المتمثلة بخدمة الموقف ووحدة القرار والتعاون على ما فيه خيرها ودفع غواتل الشر عنها، محذرا من ان تبعية العالم الإسلامي لمراكز القوى يشكل مزلق قدم إلى الهوان وضياع المصالح وسببا للخسارة.
وجدد رئيس مجلس اتحاد علماء بلاد الشام دعوة علماء الأمة إلى العمل على تجاوز كل خلاف يدور حول أمور جزئية لأن الاختلاف حولها يضيع الكليات والثوابت، كما دعا القيادات السياسية إلى السعي من خلال وحدة الكلمة لما يحقق العزة والكرامة والقوة والازدهار.
وأعرب البوطي في ختام كلمته عن امله أن يؤدي المؤتمر إلى نتائج فعلية وجادة في جمع كلمة الأمة وتوحيد جهودها لمزيد من التعاون والتضامن في سبيل تطوير بلادنا نحو التقدم العلمي والحضاري والصناعي ومعالجة أخطر ما ينبغي معالجته وهو تحرير القدس من أسر المجرمين الصهاينة.